पतन का युग: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग छह)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
शैलियों
مات، وأبوكم العباس حي، فهل طالب بالخلافة أم هل بايعه أحد من الصحابة على ذلك؟ ثم مات أبو بكر فاستخلف عمر وهو يرى موضع العباس ولم يوص إليه، ثم مات عمر وجعلها شورى في ستة أنفس، ولم يوص إليه، ولا أدخله فيهم، فبماذا تستحقون أنتم الخلافة؟ وقد اتفق الصحابة على دفع جدك عنها ... فأمر الخليفة به أن يقتل فورا فقتل،
33
ويذكر المسعودي: أن أبا الفوارس وعد أصحابه بالرجوع بعد أربعين يوما، وأن العامة كانت تتجمهر لتشهد ذلك اليوم، وأن رجال الشرطة ببغداد كانوا يفرقونهم.
وفي سنة 316ه سار أبو طاهر سلمان بن أبي سعيد الجنابي إلى جهة البصرة فوصلها وفتك بأهلها ونهب المدينة، ثم خرج متوجها إلى طريق الحج ففتك بالحجاج وأسر عددا كبيرا من وجوههم وساقهم إلى هجر، وكتب إليه الخليفة المقتدر يطلب إليه أن يطلق الأسرى، فأطلقهم، وطلب ولاية البصرة، فلم يجبه الخليفة، فتوجه إلى الكوفة وفتك بأهلها، ووقعت وقائع بينه وبين جيش بغداد فقهره، وبلغت أخباره بغداد فخاف أهلها من فظائع القرامطة وقسوتهم، ثم سار أبو طاهر إلى الأنبار فدخلها وسيطر على الجزيرة، ودخل قسم كبير من أهلها في نحلته.
وفي سنة 317ه سار أبو طاهر بجنده إلى مكة فوافاها يوم التروية، فنهب الحجاج واقتلع «الحجر الأسود» وأنفذه إلى هجر، وأخذ الكسوة وحليها وملأ المسجد الحرام بالقتلى، فضج العالم الإسلامي لذلك، حتى إن المهدي عبيد الله العلوي كتب إليه ينكر عليه ذلك ويلومه ويقول له: «قد حققت على شيعتنا ودولتنا اسم الكفر، وإن لم ترد على أهل مكة ما أخذت منهم، وإن لم ترد الحجر الأسود فأنا بريء منك.» وفي سنة 322ه أرسل محمد بن ياقوت رسولا إلى أبي طاهر يدعوه إلى طاعة الخليفة ليقره على ما بيده من البلاد على شريطة أن يرد الحجر الأسود، فلم يأبه لذلك، ومنع الحجاج من الذهاب إلى مكة وظل على فساده إلى أن هلك ودفن بالكوفة، وقد ظل الحجر الأسود بعيدا عن مكة قرابة ثلاثين سنة في عاصمتهم بالأحساء.
وفي سنة 291ه نسمع لأول مرة عن القرامطة في الشام؛ فالمؤرخون يذكرون أن أحد دعاة قرمط واسمه زكرويه بن مهدويه (زكريا بن المهدي الكوفي)، استطاع إغواء بني كلب فأجابه بعض بطونها إلى اعتناق المذهب وبايعوا يحيى بن زكرويه الذي زعم لهم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، فسار بهم حتى بلغ الرصافة، ففتكوا بها وأحرقوا مسجدها، ثم دخلوا الشام وكانت إذ ذاك تابعة لخمارويه بن أحمد بن طولون وكان نائبه فيها طغج بن جف، فاشتبك معهم، ولكنهم استطاعوا أن يقهروا جيشه ويحاصروا دمشق وابتدأ أمرهم يشتد في الشام.
34
وفي الوقت الذي أخذ أمر القرامطة يشتد في الشام، نجده قد أخذ يضعف في العراق؛ فإن زعيمهم في العراق، وهو حمدان قرمط، قد أعلن انفصاله عن حركة القداحي في سلمية؛ لأنه أخذ يلاحظ لديه تعابير غير مألوفة في رسائله، فساوره الشك في أمره، وأرسل عبدان ليتحرى له الأمر، فلما وصل عبدان إلى سلمية وجد أن أحمد بن عبد الله القداحي قد مات، وأن ابنه حسين قد حل محله، وأن حسينا لا يدعو لمحمد بن إسماعيل بن جعفر صاحب الزمان، وإنما يدعو لأبيه عبد الله القداح، فأدرك عبدان أن القداحين إنما هم قوم خداعون اتخذوا اسم الإمام محمد بن إسماعيل ذريعة للدعوة إلى أنفسهم، ولما علم حمدان قرمط بالأمر، جمع الدعاة وأخبرهم الخبر فقطعوا صلتهم بسلمية.
يروي المستشرق المحقق دي خويه «أن انفصال حمدان وعبدان كان نتيجة للاختلاف بين عبيد الله المهدي الفاطمي وداعيته أبي عبد الله الشيعي، وأن المهدي لما علم أن الداعية عبد الله الشيعي قد شك في شخصية المهدي وأخذ يتآمر ضده أمر بقتله، وكتب إلى أتباعه في المشرق أن عبد الله الشيعي قد ضل فطهره بالسيف، وأن حمدان وعبدان قد فهما من هذه الحادثة، أن المهدي ليس إلا رئيس أصحاب الدعوة المعروف بسعيد عبيد الله الذي هرب من سلمية ... وأن قصة الإمام المستور قصة قد خدعا بها؛ فلذلك انفصلا عن الدعوة، وتلا ذلك اختفاء حمدان الغريب، ومقتل عبدان، وأن مقتل عبدان واختفاء حمدان ربما كانا من تدبير عبيد الله المهدي.»
35
अज्ञात पृष्ठ