उम्मा का युगोद्गम: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग एक)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
शैलियों
ومما تجدر الإشارة إليه أن العرب على الرغم من احتفاظهم ببعض الطقوس الدينية الحنيفية الموروثة عن إبراهيم وإسماعيل، فإن الوثنية قد دخلت عليهم وامتزجت بديانتهم، ويقال إن عمرو بن لحي الخزاعي هو أول من أدخل عبادة الأوثان مع الطقوس الدينية العربية، وإنه نقلها حينما زار الشام، وإنه وضع بعض الأصنام في الكعبة. يقول الشهرستاني في الملل والنحل: «أول من وضع فيه - أي في البيت الحرام - الأصنام؛ عمرو بن لحي لما ساد قومه بمكة، واستولى على أمر البيت، ثم سار إلى مدينة البلقاء بالشام، فرأى قوما يعبدون الأصنام، فسألهم عنها، فقالوا: هذه أرباب نتخذها على شكل الهياكل العلوية والأشخاص البشرية، نستنصر بها فننصر، ونستسقي فنسقى. فأعجبه ذلك، وطلب منهم صنما من أصنامهم، فدفعوا إليه «هبل»، فسار به إلى مكة ووضعه في الكعبة.» ويقال إن هبل كان من العقيق على هيئة إنسان، وقد كثرت الأصنام في بلاد العرب عامة وفي الكعبة خاصة، حتى إن المسلمين أخرجوا منها يوم فتح مكة (360) صنما.
13
وكان إلى جانب هؤلاء «نصارى» جاءتهم النصرانية من بلاد الشام وشبه جزيرة سيناء، وأشهر القبائل التي دخلتها النصرانية: بنو تغلب، وطي، وبعض عرب الحجاز، وقد أثرت النصرانية في البيئة العربية تأثيرات واضحة، وأوجدت بعض الفكرات التي كان لها علاقة بالنصرانية، مثل فكرة اتخاذ الله البنين والبنات، ومثل فكرة الشفاعة والشفعاء، ومثل فكرة الرهبنة وطقوسها.
وكان في العرب نفر من المتهودة كانوا يسكنون في «فدك» و«وادي القرى»، و«تيماء»، و«المدينة»،
14
وقد أثر هؤلاء المتهودة في بعض العرب، فأخذوا عنهم بعض الطقوس الدينية كالختان واعتزال النساء في المحيض، وبعض المعلومات التاريخية والدينية والأخبار والقصص.
وكان في العرب مجوس أخذوا المجوسية عن الفرس في رحلاتهم التجارية إلى فارس، وكان فيهم «الحنفاء» أو «الصابئة» الذين نزهوا أنفسهم عن أوضار الوثنية، واستخلصوا لأنفسهم مذهبا نقيا أخذوه من اليهودية والنصرانية والحنيفية، فكانوا يستقبحون عبادة الأصنام ووأد البنات وشرب الخمر ولعب الميسر والمقامرة، ويؤمنون بوجود إله واحد عادل يحاسب الناس على أعمالهم في يوم القيامة، ومن هؤلاء: أمية بن أبي الصلت الشاعر، وورقة بن نوفل، وقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل، وعثمان بن الحويرث وغيرهم.
15
وكان فيهم معطلون دهريون يقولون: ما هي إلا حياتنا الدنيا، نموت ونحيى، وما يهلكنا إلا الدهر؛ فأنكروا الخالق سبحانه، ونفوا البعث، ولم يقروا بالحشر، وقالوا بالطبع المحيي والدهر المفني.
وكان فيهم زنادقة وثنوية، وكانت الزندقة منتشرة في قريش، قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: «وقد كانت الزندقة في قريش أخذوها من الحيرة.»
अज्ञात पृष्ठ