उम्मा का युगोद्गम: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग एक)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
शैलियों
في سنة 267 مات الملك أذينة، فخلفه ابنه وهب اللات الذي يسميه الرومان «أثينو دوروس»، وكانت أمه السيدة الجليلة الزباء هي التي تدير أمره، وتدير شئون الدولة، وتداري إمبراطور روما، ولكنها لما علمت هي وابنها أن روما تمر بفترة اضطراب داخلية في سنة 271م، خلعت الطاعة، وثارت على أورليان إمبراطور الرومان، وأزالت اسمه من نقودها، ونصبت نفسها قائدة عليا على الجيش العربي في المشرق، ولقبت ابنها بلقب ملك الملوك ومحيي الدولة، وسمته باسم «أغسطس»، وسارت على رأس جيش كبير فاستولت على العراق والشام ومصر وآسيا الصغرى حتى بلغت أنقرة، فلما سمعت تجمع الرومان عليها، اضطرت إلى الرجوع للشام، ولحق بها الرومان، والتقى الجيشان عند أنطاكية، فتغلب الرومان عليها، ثم جددت عزمها فلقيتهم ثانية عند حمص، ولكنها لم تستطع قهرهم، فكتبت إلى أورليان تعلمه أنها لم تخسر أحدا من رجالاتها؛ لأن الذين قتلوا من جندها كانوا من الرومان الذين انضووا تحت لوائها، فأثار هذا القول غيظ أورليان، وبعث إليها جيشا قويا وحاصرها في تدمر، فاضطرت أن تنجو بنفسها، وهربت إلى فارس، فلحق بها الرومان، وأمسكوا بها، وأخذوها أسيرة، واضطر التدمريون إلى الاستسلام في سنة 272م، وقبض أورليان على خزائن تدمر، وأذن للزباء أن تعيش أسيرة في كنفه، وهكذا قضي على الدولة التدمرية وهي في إبان فتائها. •••
إن لهذه الدولة الفتية آثارا جليلة في العمران والحضارة، وبخاصة في البناء والزخرفة، فقد اكتشف النقابون في أطلال تدمر الفخمة الضخمة العظيمة تماثيل ونقوشا رائعة، كما وجدوا فيها كثيرا من الهياكل والتماثيل، وأجمل هذه الهياكل هيكل الشمس العظيم في بنائه وهندسته وزخرفته ونقوشه.
وقد خلفت هذه الدولة كثيرا من النقوش والكتابات المسطورة باللغة التدمرية، وهي من بنات اللغة الآرامية الغنية في نحوها وصرفها وقواعدها، وتضمنت هذه النقوش بعض القوانين الشرعية والأنظمة التجارية؛ لأن عاصمتها كانت مركزا من أهم مراكز التجارة في الشرق، كما كانت سوقا من أعظم أسواق الاقتصاد في تلك البقعة، وكان تجارها يحملون من جزيرة العرب والحبشة ومصر ما تخرجه أرضوها من الذهب والطيوب والأنسجة الفاخرة، ويستجلبون من العراق والمشرق لآلئ البحرين وتحف الهند، وأنواع العطور والبخور والتوابل والفولاذ والعاج وغيرها، وكانوا ينقلونها إلى الشام ومصر وأوروبا.
حضارات الوسط
(1) الدولة النبطية
قامت هذه الدولة في جنوبي الشام وشمالي شبه جزيرة سيناء، وكان اليونان يسمونها الدولة العربية الحجرية
Arabia Petro ، وأول من سكن تلك الديار من العرب هم «الحوريون» الذين كانوا يسكنون الكهوف، وهم الذين يسميهم اليونان «تروغلوديت
Troglodytes »، وكانوا على جانب عظيم من القوة؛ ينحتون من الجبال بيوتا، ويتخذون الكهوف مساكن وهياكل، وليست لدينا معلومات مفصلة عن تاريخهم وأحوالهم السياسية والعلمية.
1
وقد انقرضوا وضاعت أخبارهم، وخلفهم في تلك الديار «الأدوميون»؛ وهم من أبناء أدوم، وهو عيصو بن إسحاق - عليه السلام - بعد أن غلبوهم، ولا نعرف بالضبط الزمان الذي استولوا فيه على ديارهم، إلا أن في التوراة إشارات إلى ذلك؛ ففي سفر التكوين
अज्ञात पृष्ठ