उम्मा का युगोद्गम: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग एक)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
शैलियों
بك في كتابه القيم عن الفراعنة،
18
وخلاصة رأيه فيهم أن الأقوام الذين يسميهم الفراعنة في آثارهم منتى، والذين حكموا مصر أحقابا طويلة هم الهكسوس، وأنهم شيدوا بمصر مدنا أجلها «زوان» و«هواز» و«أوارس»، وجعلوا فيها حصونا وقلاعا، وأنهم كانوا أذكياء عقلاء، أعجبوا بحضارة المصريين وعلمهم ولغتهم؛ فاقتبسوها وتكلموا اللسان المصري وكتبوه، واقتبسوا من الحضارة المصرية ما لاءمهم، وأنهم كانوا يحبون العمارة والبناء، فاستخدموا المصريين في بناء المدن على الأسلوب المصري، وأمروهم أن يجعلوا لهم التماثيل وأن يميزوها عن تماثيل ملوكهم الفراعنة؛ فميزوهم بإبقاء شعر الرأس واللحية، وبثيابهم الخاصة وحليهم، ولم يقبلوا أن يعبدوا آلهة المصريين، بل عبدوا آلهتهم «نوت» و«ست» و«سوتخ»، وبنوا لهذه الآلهة معابد ضخمة، وأقاموا لها تماثيل فخمة في مدينتي «زوان» و«أوارس»، وكانوا يؤرخون بزمن ملكهم العظيم «نوب»، ودام عهد حكمهم من عهده إلى أن انقرضوا أربعمائة سنة.
وقد أفاد الفراعنة المصريون فهم أشياء كثيرة، أهمها التغيير في طراز البناء الفرعوني القديم، ويعد بناء أبي الهول المجنح من مبتكرات الهكسوس، ويقول بروغش بك: إن الآثار التي عثر عليها مما يتعلق بهم هي آثار قليلة جدا، والسبب في ذلك هو أن الفراعنة بعد أن تغلبوا عليهم محوا أسماءهم عن تلك الآثار، إلا اسمين اثنين تمكن النقابون المحدثون من قراءتهما، وهما «دوعاكنن» و«نوبتي».
ويقول بروغش بك أيضا: أن النبي يوسف - عليه السلام - جاء إلى مصر في زمن الملك الهكسوسي نوبتي، وكان ذلك في سنة 1750ق.م.
وقد ظل هؤلاء الملوك يحكمون ديار مصر إلى سنة 1700ق.م، ثم تمكن الفرعون أحمس ملك طيبة أن يقضي على آخر ملوكهم، وحكم مصر اثنين وعشرين سنة، حاول فيها أن يطمس كل آثارهم.
19
وبعد القضاء على حكم الهكسوس ظهرت أسر قوية أعظمها الأسرتان التاسعة عشرة والعشرين، وأشهر ملوكها «رعمسيس الأول» رأس الأسرة التاسعة عشرة، وكان حوالي سنة 1315ق.م؛ و«رعمسيس الثاني» حفيده، وابن «بسامانيك الأول»، وحكم من سنة 1292ق.م. إلى سنة 1225ق.م، وقد حارب الحثيين في سوريا، وكسرهم في قادش، وكان عظيما ميالا إلى العمران فشيد القصور الفخمة، والهياكل الجبارة، وأعظمها في بلاد النوبة، وطيبة، والأقصر، والكرنك؛ و«رعمسيس الثالث» الذي حكم مصر من سنة 1200ق.م. إلى سنة 1179ق.م، وقد حارب أهل ليبيا، وصد هجمات شعوب البحر.
ثم جاءت الأسرة الحادية والعشرون، وحكمت من سنة 1110ق.م. إلى سنة 980ق.م، وأولها الكاهن صرصور الذي اختلس الملك من الأسرة العشرين بأسلوب دنيء منقوش على هيكل «خوفو» بطيبة، وتولى بعده أبيه الكاهن «يعن خي»، فتزوج بابنة ملك سوريا، ووطد العلائق بين الأسرتين، وفي عهد هذه الأسرة قصد غرود ملك آشور في وادي الرافدين أرض مصر مدافعا عن أسرة رعمسيس، فطرد أسرة الكهنة، واستولى على مصر، وتلقب بملك آشور ومصر، واتخذ مدينة «تنيس» عاصمة له، وتأسست به الأسرة الثانية والعشرون، وأول ملوكها ابنه «ششنق بن نمرود» أو «شيشق» كما في التوراة، وقد ولد في مصر، وتربى على التقاليد المصرية، وأسس لنفسه عاصمة في «تل بسطة» بالشرقية قرب مدينة الزقازيق الحالية، ودامت هذه الأسرة من سنة 980ق.م. إلى سنة 810ق.م، وقد خلفت آثارا جليلة في البناء والفتوح.
وفي سنة 810ق.م. تغلب الأمير «بتوباستيس» على الحكم، وأسس الأسرة الثالثة والعشرين، وفي أيامه انقسمت ديار مصر إلى عشرين إقليما، فتوزع السلطان، وضعفت البلاد ، ودام ذلك إلى سنة 721ق.م. حين قام الأمير «تفن خت» أحد أمراء الأقاليم، فاستولى على مصر كلها بحريها وشرقيها، وخلفه ابنه «باكوريس»، وكان ملكا حازما عالما فاضلا، أراد النهوض بالبلاد، ولكن الأحباش تغلبوا عليه في سنة 715، وأسسوا الأسرة الخامسة والعشرين، وكان أولهم الملك «سباقون»، فاستولى على البلاد كلها، ونظم أمورها، وأبقى حكام البلاد الأصليين بإضافة مشاورين أحباش، وكادت البلاد أن تستقر لولا قيام شلم نصر ملك آشور بالهجوم على الفينيقيين والفلسطينيين، فاستنجد هؤلاء بالمصريين، فقدم إليهم سباقون وجنوده، ولكنهم انهزموا أمام الآشوريين، ورجع إلى مصر، وتعاقب الملك في أبنائه إلى سنة 665ق.م.
अज्ञात पृष्ठ