पुनर्जागरण युग: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग आठ)
عصر الانبعاث: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثامن)
शैलियों
5
وبعض المدارس الملحقة بالأديرة والكنائس، وفي طليعتها دير الآباء الكرمليين - أثر واضح في هذه الحركة الفكرية.
الفصل الثاني
مظاهر الحضارة في العالم العربي
أخذ العالم العربي يسير صعدا في طريق الحضارة والعمران التي ابتدأ يسير عليها في القرن الثامن عشر، فازدهرت البلاد العربية وأخذت مجالي الحضارة الأوروبية تتجلى في معالمها، وقد كان تأثير الحضارة الأوروبية جد واضح في كافة مرافق الحياة من: تعليم، ومعيشة، ومسكن، وملبس، ونظام إداري. ولا غرو؛ فإن الحضارة الغربية بصورة عامة، والأوروبية منها بصورة خاصة، قد دخلت في كافة مرافق الحياة عن طريق الإرساليات، والمدارس، والبعثات، والكتب، ونشر اللغات الأجنبية، ولو رحنا نستقصي مجالي الحضارة في العالم العربي نجدها ظاهرة في الأمور الآتية: (1) الصحافة
لم يعرف العرب الصحافة قبل اتصالهم بالحضارة الأوروبية، وكانت رواية الأخبار والقصائد والأشعار في حلقات المنتديات العامة، والمجالس الخاصة هي الوسيلة الوحيدة التي يتناقل بها الجمهور الأخبار العامة.
ومعلوم أن إيطالية ومدينة البندقية بصفة خاصة، هي مركز أول صحيفة أوروبية ؛ ففي سنة 1566م وبعد انتشار فن الطباعة، وجدت أول جريدة، ولم تلبث الصحافة أن انتقلت إلى بلدان أوروبة فسائر بلاد الغرب، ولم تصل الصحافة إلى دنيا العرب إلا بعد سنة 1799م حينما أسس نابليون في مصر أول جريدة. ثم أنشأ المبشرون الأميركان في بيروت أول مجلة عربية بعنوان مجموع فوائد في سنة 1851م، وكان للشاميين فضل نشر الصحافة في العالم العربي والإسلامي؛ فهم الذين ساهموا في إنشاء الصحافة في المغرب العربي، والجزيرة العربية، ومصر، وبخاصة حين زاد ضغط الدولة العثمانية على الشام، واضطر نفر من رجالاته المثقفين إلى الهرب منه واللجوء إلى بعض الأقطار المجاورة . لقد هبط مصر نفر منهم ساهموا مساهمة فعالة في تكوين الصحافة المصرية الحديثة، فأنشئوا عددا من المجلات والصحف، وفي طليعتها جريدة الأهرام التي أنشأها سليم وبشارة تقلا سنة 1875م، ومجلة الهلال التي أنشأها جرجي زيدان، وما تزالان تصدران، وهناك عدد من المجلات والصحف التي ظهرت ثم توقفت، كالمقطم والمقتطف والمنار والزهراء والإخاء.
وقد عمت الصحافة العربية اليوم كافة أقطار العروبة، من صحف يومية ومجلات دورية في كافة حقول العلم والسياسة والاجتماع، وصحافة مصر اليوم هي التي تحتل مكانة الصدارة في الصحافة العربية لعناية أصحاب صحفها بانتقاء أفاضل الكتاب، والإغداق عليهم بالمرتبات الجيدة، ومسايرة تطور فن الصحافة العالمي. (2) الطباعة
لا ريب في أن رقي الصحافة العربية متوقف على رقي الطباعة، وقد سارت المطبعة جنبا إلى جنب مع الجريدة والمجلة، فحينما كانت الطباعة راقية مزدهرة كانت الصحافة كذلك. ومن المعلوم أن بلاد الشام - وبخاصة لبنان منها - كانت أول البلاد العربية التي وجدت الطباعة فيها؛ ففي سنة 1610م أنشئت أول مطبعة في لبنان أهداها البابا إلى الرهبنة اللبنانية في دير قزحيا، وفي سنة 1698م أنشأ الآباء المارونيون أول مطبعة في حلب، ثم أنشئت مطبعة الشوير في لبنان بعناية الراهب عبد الله زاخر سنة 1732م، ثم أنشئت مطبعة القديس جاورجيوس في لبنان سنة 1753م.
ومن الطبيعي أن مطبوعات هذه المطابع لم تكن إلا دينية. وفي سنة 1820م أنشئت المطبعة الأميركية في مالطة، ثم نقلت إلى بيروت في سنة 1832م.
अज्ञात पृष्ठ