पुनर्जागरण युग: अरब राष्ट्र का इतिहास (भाग आठ)
عصر الانبعاث: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثامن)
शैलियों
مشاورة رجالات العرب في الشام في الخطة الواجب اتباعها.
والثانية:
مذاكرة حكومة العاصمة في عزل وهيب باشا أو نقله من الحجاز.
وقد تم له ما أراد من عزل هذا الوالي، أما مشاورة رجالات العرب فقد كان فيصل يجتمع في السر إلى رجال «الفتاة» خاصة، وقد تناولت مذاكراتهم القضية العربية من أساسها، وكان جميعهم قبل الحرب يتمنون اتفاق العرب والأتراك على صيغ تحفظ كيان العرب ولغتهم وحقوقهم المشروعة، ولكن بعد أن أعلن الترك الحرب على الحلفاء، وفتكوا بقافلة الشهداء الأولى، وصرحوا جهارا بسياستهم المؤدية إلى القضاء على القومية العربية؛ أصبح العيش معهم ضربا من المحال.
2
والحق أن البلاد العربية لم تعد تطيق المعاملات الشاذة التي كان جمال السفاح وأعوانه يعاملون بها العرب، فهبوا يطلبون إلى الملك حسين وأولاده أن يعلنوها حربا مقدسة على الظالمين الأتراك، ولكن الحسين كان يحب التريث في الأمر، والتعمق لمعرفة نوايا الإنكليز الحقيقية؛ لئلا يورط البلاد في مشاكل جديدة.
3
وابتدأت المراسلات الرسمية بين الشريف حسين وبين ممثل بريطاني؛ السير ماكماهون المقيم العام البريطاني في القاهرة، فكتب الشريف بتاريخ 14 تموز سنة 1915م إلى ماكماهون رسالة يطلب إليه فيها اعتراف الحكومة الملكية البريطانية باستقلال البلاد العربية الواقعة ما بين مرسين فآذنة، فحدود فارس، فخليج البصرة، فالبحر المحيط الهندي، فالبحر الأحمر، فحدود مصر، فالبحر الأبيض المتوسط، ويدخل فيها ولايات الشام والعراق.
وأجابه ماكماهون بكتاب مؤرخ بيوم 30 آب سنة 1915م يقول له فيه: «إن حكومة جلالة الملك تؤيد الشريف حسين والشعب العربي بمطالبه في استقلال بلادهم العربية، وفي جعل الخليفة عربيا. أما موضوع الحدود التي أوردها في رسالته، فهو أمر سابق لأوانه؛ لأن الحرب ما تزال قائمة بين الحلفاء والدولة العثمانية، ولأن تركية ما تزال تحتل قسما كبيرا من البلاد التي ذكرها الشريف حسين في رسالته.»
ولما بلغت هذه الرسالة إلى الشريف، اجتمع هو ونفر من أحرار العرب وتناقشوا في محتوياتها، وانتهى أمرهم إلى عدم الرضى عنها، وكتب الشريف رسالة إلى ماكماهون بتاريخ تاسع أيلول سنة 1915م يقول له فيها: «إن موضوع تحديد البلاد العربية الآن أمر ضروري جدا؛ لأن الأمة العربية بأسرها تطالب به، لأنها تعتقد أن لا حياة لها إلا في تلك الحدود.» فأجابه مكماهون بتاريخ 24 تشرين الأول من تلك السنة بكتاب يقول له فيه: «إن مقاطعتي مرسين وإسكندرونة وبعض أجزاء من سورية، وهي الواقعة غربي مقاطعات دمشق وحمص وحماه وحلب، لا يمكن اعتبارها أراضي عربية محضة، ولهذا يجب إخراجها من الحدود المبحوث عنها، فإذا أخرجت هذه الأجزاء من الحدود وافقت بريطانية على الحدود المعدلة، بشريطة عدم مس المعاهدات المعقودة بينها وبين زعماء العرب.
अज्ञात पृष्ठ