तारीख तमद्दुन इस्लामी

जुर्जी ज़ैदान d. 1331 AH
168

तारीख तमद्दुन इस्लामी

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

शैलियों

والمشهور أن العرب لم يستخدموا هذه الآلة إلا في أواسط القرن الأول للهجرة، بعد مخالطتهم الروم والفرس، ولكننا رأينا في السيرة الحلبية أنهم استخدموها في حصار الطائف، أرشدهم إليها سلمان الفارسي في جملة ما أرشدهم إليه من فنون الحرب الفارسية، ويقال إنه صنعه لهم بيده، وذكر صاحب هذه السيرة أيضا أن المسلمين لما فتحوا حصن الصعب في خيبر، وجدوا فيه منجنيقات ودبابات.

والمنجنيق أصناف كثيرة، منها الكبير والصغير، ومنها ما يشد بلوالب وأقواس، أو ما يدار شبه المقلاع، وهي تستخدم إما لرمي السهام أو الحجارة أو قدر النفط أو العقارب، أو نحوها من آلات الأذى، فإن كانت المقذوفات خفيفة ثقلوها بالرصاص، وإن كانت من السوائل كالنفط ونحوه، اتخذوا لها كفة كالكأس علقوها بسلاسل.

وفي الشكل صورة منجنيق روماني كانوا يرمون به السهام، فترى السهام مشكوكة في القائمتين (ب وج) ورؤوسها متجهة نحو العدو، وترى الرجلين يديريان البكرة (د) وهي تدير البكرة المسننة (ن) ويلف عليها حبل ممتد من طرف القائمة (أ) بالبكرة (س) والبكرتين (ف) بحيث تشد طرف القائمة (أ) نحو الوراء، وهي مصنوعة من قطع متصلة بجلد أو حديد، حتى تصير مرنة كالأقواس، بحيث إذا أطلقت بعد شدها ارتدت على أطراف السهام بعنف، فترسلها إلى مسافة بعيدة.

منجنيق روماني لرمي السهام.

وفي الشكل الآخر صورة منجنيق لرمي الحجارة، عبارة عن عمود في رأسه معلق شبه المقلاع، يوضع فيه الحجر ويشد العمود بالأمراس نحو الوراء، وهو متصل من أسفله بقوس مرنة، فإذا شد العمود جيدا ثم أطلق بغتة وقع على السطح المائل بعنف، وانطلق الحجر من المقلاع إلى مسافة بعيدة، وهناك أشكال أخرى للمنجنيق تندرج تحت هذين.

منجنيق لرمي الحجارة.

فكانوا يستخدمون المنجنيق لهدم الحصون بالحجارة الضخمة، أو لرمي الأعداء بالنبال، أو لإحراق أماكن العدو بالنفط ونحوه، فيرسلون به نفطا مشتعلا بالنار، يقذفونه بواسطة كفة من الزرد، يجعلون بها الأوعية المملوءة بالنفط كالقدور ونحوها، أو يرسلونها بمنجنيق رمي الحجارة أو غيرها.

وكانت المجانيق تتفاوت في أقدارها، وكثيرا ما كانوا يسمون كلا منها باسم يدل على بعض أوصافه، على نحو ما يسمون السفن والمدافع الكبرى في هذه الأيام، فقد كان عند الحجاج بن يوسف منجنيق اسمه «العروس»، كان يمد به خمسمائة رجل، أرسله محمد بن القاسم لمحاربة ملك الهند سنة 89ه وهدم به صنما من أصنامهم. (9-2) الدبابة

هي آلة متحركة تتخذ من الخشب السميك، وتغلف باللبود أو الجلود المنقعة في الخل لدفع النار، وتركب على عجل مستديرة، وتحرك فتنجر، وقد يجعلونها برجا من خشب بمثل هذا التدبير، ويدفعها الرجال فتندفع على البكر، ويصعد الرجال في أعلاها ويستعلون على السور وينزلون فوقه، وهي أقدم من المنجنيق، استخدمها المصريون القدماء والآشوريون فاليونان فالرومان والفرس فالمسلمون، وهي عبارة عن قلعة سائرة على العجل، يهجمون بها على الأسوار لمحاربة المحاصرين من أعلى السور.

وقد يستخدمون الدبابة لهدم الأسوار، فيسيرونها ويحتمون بجدرانها ويجعلون رأسها محددا يصدمون به الأسوار حتى تهدم. (9-3) الكبش

अज्ञात पृष्ठ