ثم دخل أسعد بن أبي الفتوح صنعاء بعد أن سار الإمام فأقام بها مع ابن الحسن بن الهادي أياما. ثم فسد الأمر بينه وبين أسعد وغضب بنو الحارث إلى صنعاء مع أسعد. فخرج الشريف عن البلد غضبانا ولحق بالإمام إلى ريدة.
وكان خروجه من صنعاء يوم الخميس لسبعة عشر يوما من المحرم سنة تسع وستين وثلثمائة فعامل الحسن بن الهادي وسأله النهوض معه إلى صنعاء فسار الإمام ومعه الحسن حتى وصلوا درب صنعاء يوم الاثنين لاحدى وعشرين يوما خلت من صفر سنة تسع وستين وأسعد بن أبي الفتوح في صنعاء في جيش يضيق به الفضا من خولان والأبناء وأهل صنعاء فأقام حول الدرب أربعة أيام والقتال بينهم ثم انصرف الإمام من غير ظفر والقتل في أصحابه أكثر فلما انصرف الإمام خرب ما كان حول صنعاء وقطع في ضهر أعنابا ثم انصرف إلى ريدة.
ثم ان قيسا كاتب الحسن بن الهادي واستعطفه وسأله المسير إليه إلى خيوان [46- أ] ففارق الإمام بريدة، وسار إلى قيس إلى خيوان فوصله قيس وحباه وصرفه إلى أبيه إلى زبيد وأقام أسعد واليا على صنعاء وكان سلمة بن محمد الشهابي مع أسعد ومن جنده وهما بصنعاء ثم فسد الأمر بين أسعد وبين سلمة واستفسد عليه أهل صنعاء فمالوا إليه وكان أسعد قد ولى عمه الحارث بن أبي الفتوح صنعاء وانصرف نعظ (1) فأقام بها فلما كان بعد ذلك شرب عمه حارث مع رجل من بني الشواء يقال له عباس فجرى بينهما كلام فأمر الحارث بن أبي الفتوح خدمه فقتلوا عباسا، فكان ذلك مما زاد أهل صنعاء ميلا إلى سلمة الشهابي.
ثم وصل أسعد بن أبي الفتوح إلى صنعاء فأقاد أهل صنعاء رجلا من
पृष्ठ 97