अरबी प्रेस का इतिहास
تاريخ الصحافة العربية
शैलियों
صحيفة رسمية أسبوعية تأسست في غرة محرم 1278ه/9 تموز 1861م على يد محمد الصادق باشا؛ الباي الثالث عشر للدولة التونسية. وهي باكورة الصحف الدورية التي ظهرت في القطر المذكور، رأى هذا الأمير أن الصحافة من أقوى دعائم العمران للممالك؛ إذ ثبت لديه بالاختبار ما نتج من الفوائد العظيمة بواسطة انتشار صحيفة «الوقائع المصرية» في وادي النيل وجريدة «المبشر» في الجزائر؛ فأراد أن يقتفي آثار هاتين الحكومتين المجاورتين لبلاده ويفتح عهد حكمه بمأثرة جليلة تعزيزا لشأن العلم وتمهيدا لأسباب الحضارة في الإمارة التونسية؛ فأنشأ جريدة «الرائد التونسي» على مثال الجريدتين المذكورتين لتكون لسان حال الإمارة، وقد صدرها بهذه العبارة «حب الوطن من الإيمان، فمن يسع في عمران بلاده إنما يسعى في إعزاز دينه.» التي جعلها شعارا لها، وتوصلا للغاية المقصودة استدعى لديه رجلا فرنسيا من مشاهير المستعربين يسمى منصور كرلتي صاحب جريدة «عطارد» سابقا في مرسيليا، ثم كلفه بإخراج هذا المشروع من حيز القوة إلى حيز الفعل؛ فقام منصور بمهمته أحسن قيام؛ إذ هيأ المطبعة ونظم أدواتها، وعلم العملة ترتيب الحروف، وكان يحرر بذاته أكثر فصول الجريدة ويساعد العمال في طبعها . وبعد استقالته من هذه الوظيفة خلفه الشيخ محمد السنوسي، ثم السيد محمد بيرم الخامس، والحاج حسن لازغلي وسواهم في كتابة هذه الجريدة القديمة وإدارتها، فقضى الرائد التونسي أدوارا مهمة نفقت فيها آداب الكتبة، وتخرجت فيها جماعة من حملة الأقلام لا تزال آثارهم تشهد لهم بكمال الاقتدار والبراعة. ومن جملة أولئك الكتاب خير الدين باشا التونسي؛ الصدر الأعظم الشهير الذي نشر على صفحات الرائد «فصولا سياسية تسترق الألباب ليست مذيلة باسمه» كما روى محمد الجعايبي صاحب مجلة خير الدين. وبعدما بسطت الحكومة الفرنسوية حمايتها على تونس خصصت هذه الجريدة بالشئون الرسمية والإعلانات الشرعية، ثم جعلتها نصف أسبوعية، وزادت عدد صفحاتها التي لا تقل الآن عن اثنتي عشرة صفحة. وللرائد قسم فرنسي أسبوعي يطبع منفردا عن النسخة العربية.
محمد الصادق باشا؛ الباي الثالث عشر على المملكة التونسية ومؤسس جريدة «الرائد التونسي».
الصادق العلم الحسيني الذي
به تونس حيطت بأعظم سور
إذ إنه الملك الذي أحيا لها
ربع المعارف بعد محض دثور
وقد روى جرجي زيدان في ترجمة أحمد فارس الشدياق المطبوعة في كتابه «تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر» أن أحمد فارس حرر في جريدة الرائد التونسي، والحال أن المشار إليه زار تونس قبل سنة 1857 ولم يعد إليها مرة ثانية، وكان ذلك قبل تأسيس الرائد التونسي بأربع سنين في عهد الباي أحمد باشا، وروى مثل ذلك الأب لويس شيخو في كتابه «الآداب العربية في القرن التاسع عشر» فاقتضى التنويه؛ لأنه لما صدر «الرائد التونسي» كان أحمد فارس يحرر جريدة «الجوائب» في الآستانة التي لم يزايلها إلى أواخر أيامه. (2) أخبار عن انتشار الإنجيل في أماكن مختلفة
هي نشرة شهرية دينية مصورة يرتقي عهد أقدم أعدادها إلى غرة آذار 1863، أنشأها الدكتور كرنيليوس فان ديك الشهير من رؤساء المبشرين الأميركيين في سوريا. وهي تعد باكورة الصحف الدينية والمصورة معا في لسان العرب وسائر الألسنة الشرقية، وغرضها إذاعة أخبار المرسلين البروتستانت في أقطار العالم وتعميم انتشار الإنجيل بين القبائل المختلفة في الشرق الأدنى، فكانت تطبع أولا في صفحتين صغيرتين بقطع ربع، ثم نشرت في أربع صفحات حتى احتجبت في ختام سنة 1865 وأنشئت مجلة «النشرة الشهرية» بدلا منها، وكانت رسومها مطبوعة بغاية الإتقان، ويؤتى بقوالبها محفورة في أميركا. (3) نتائج الأخبار
عنوان لجريدة أسبوعية سياسية أنشأها السيد حسين المقدم في عاصمة الإمارة التونسية، وهي باكورة الصحف السياسية التي ظهرت في شمال أفريقيا من وادي النيل إلى المغرب الأقصى، فكانت تطبع بحجم صغير على مطبعة حجرية وتنشر أهم أخبار العالم شرقا وغربا. وروى لنا السيد الطيب بن عيسى صاحب جريدة «المشير» المعتبرة في تونس أن «نتائج الأخبار» ظهرت في نواحي سنة 1863 ولم يصدر منها سوى أعداد قليلة. (4) يعسوب الطب
مجلة طبية ظهرت في القاهرة سنة 1865 لصاحبيها محمد علي باشا الحكيم رئيس الأطباء بمصر، وإبراهيم الدسوقي. وهي أول مجلة من نوعها في اللسان العربي، شعارها «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس» وكانت تطبع في مطبعة بولاق الأميرية بنفقة الحكومة المصرية، وقد دعيت بهذا الاسم إشارة إلى أنها تجني لمطالعيها من أزهار الطب ما يغنيهم عن مراجعة مطولات الكتب والمجلات كما يجني اليعسوب (أمير النحل) مواد العسل من زهور البساتين. ومنذ العدد السادس والعشرين انسحب إبراهيم الدسوقي من إدارتها؛ فتولاها محمد علي باشا وحده، ثم انضم إليه محمد إسماعيل منذ العدد الثاني والأربعين الصادر في 24 ربيع الآخر 1287، وصارت تصدر باسم كليهما. وما عدا المقالات الطبية التي كان ينشرها المديرون المشار إليهم فقد حرر في هذه المجلة كثير من الكتاب والكاتبات الذين نذكر منهم: أحمد ندا، وخليل حنفي، وحسن عبد الرحمن، والقابلة الشهيرة جليلة تمرهان.
अज्ञात पृष्ठ