152

अरबी प्रेस का इतिहास

تاريخ الصحافة العربية

शैलियों

ريخي ففي دمه الزكي ورث السما

ثم اشتهر فتح الله مراش وكان ذا إلمام وافر باللغة العربية وآدابها، وترك منها آثارا مخطوطة. وسنة 1850 سافر إلى فرنسا لضرورة دعت إلى ذلك فمكث فيها ثلاث سنين، وقد استصحب معه في هذه الرحلة بكر أنجاله فرنسيس الذي خلفه في آدابه، بل فاق عليه بالذكاء والمعارف وفنون الإنشاء شعرا ونثرا. وإليك ما ورد في كتاب «الآداب العربية في القرن التاسع عشر» عن أخباره باختصار:

ولد فرنسيس بن فتح الله بن نصر الله مراش في 29 حزيران سنة 1836 ثم تلقن العلوم اللسانية وآداب الشعر ، وانكب على دراسة الطب أربع سنوات تحت نظارة طبيب إنكليزي كان في الشهباء، وأراد أن يتم دروسه في عاصمة الفرنسيس فسافر إليها في خريف سنة 1866، وقد وصف سفره إليها في كتاب «رحلة باريس» الذي طبعه سنة 1867 في بيروت، ولم يسعده الدهر في غربته فكر راجعا إلى وطنه وتفرغ للتصنيف رغما عما أصابه من ضعف البصر وانحطاط القوى حتى أفل نجم حياته فمات سنة 1873 في مقتبل الكهولة. وكان فرنسيس صادق الإيمان كثير التدين. وقد ألف كتابا بناه على مبادئ العلوم الطبيعية والعقلية بيانا لوجود الخالق وإثباتا لحقيقة الوحي، سماه «شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة» أعرب فيه عن دقة نظر ومعرفة بأحوال الطبيعة والعلوم العصرية. ومن مصنفاته التي جمع فيها بين الفلسفة والآداب فأودعها آراءه السياسية والاجتماعية على صورة مبتكرة كتاب «غابة الحق» الذي طبع في حلب سنة 1865، ثم كرر طبعه في بيروت ومصر، ومثله كتاب «مشهد الأحوال» المطبوع في بيروت سنة 1883 على أسلوب لطيف ونسق حديث ، وفي بيروت طبعت له رواية حسنة دعاها «در الصدف في غرائب الصدف»، ومما طبعه قبلها في حلب كتاب «المرآة الصفية في المبادئ الطبيعية» (1861) لخص فيه أصول علم الطبيعة، ثم خطبة في «تعزية المكروب وراحة المتعوب» (1864)، وكتاب «الكنوز الغنية في الرموز الميمونية» (1870)، وهي قصيدة رائية في نحو خمسمائة بيت ضمنها رموزا خفية على صورة رواية شعرية، ومن نظمه أيضا «ديوان مرآة الحسناء» طبعه له محمد وهبة سنة 1873 في بيروت.

وكان فرنسيس المراش يحب في كلامه الترفع عن الأساليب المبتذلة فيطلب في نثره ونظمه المعاني المبتكرة والتصورات الفلسفية فلا يبالي بانسجام الكلام وسلاسته، فتجد لذلك في أقواله شيئا من التعقد والخشونة مع الإغضاء عن قواعد اللغة، فمن شعره ما قاله يشكو الدهر:

رمت قلبي نبال الدهر حتى

رأيت دمي يسيل من العيون

فلو كان الزمان يصاغ جسما

لكنت أذيقه كاس المنون

ومن أشعاره الحكمية قوله:

صدقوني كل الأنام سواء

अज्ञात पृष्ठ