तारीख कुस्तुनतुनिया
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
शैलियों
والخامس:
الكرج المنقسمون إلى بوروتس وإلى القزق، والكرج: هم شعب من تركستان له استقلالية، خاضع لسلطة روسيا والبوروتس يتناول الكرج والقزق معا.
والسادس:
الياقوتيون والشوفاش، فالشوفاش هم قبيلة أو طائفة من بلاد روسيا من جنس الهون أو الفاتي، وأصلهم من بلاد روسيا، يحسبون من الأمم الجافية في القديم، وسكناهم كانت على شطوط نهر فولكا في روسيا، ومن دينهم النصرانية في الجيل الثامن عشر، وكانوا يتعيشون من حرث الأرض والقنص، هذا ما جاء في التاريخ عن الأتراك. انتهى.
وأما العثمانيون، فهم فرع من قبيلة التركمان ينتمي إلى السلطان عثمان الأول مؤسس مملكة الترك، والتركمان: هم من أصل عظيم من عائلة تركية، انتشرت في بلاد الفرس ومملكة هيرات، وهيرات: مدينة في الأفغانستان، وهي قاعدة بلاد خراسان الشرقية موقعها في شمال غربي مدينة كابول البعيدة عنها على مسافة أربعة وستين ألف متر، وانتشرت أيضا هذه العائلة في مدينة كابول المذكورة، وكابول: هي قاعدة بلاد الأفغانستان وفي بلاد تركستان المستقلة وفي جبل قوقاسيا الفاصل بين أوروبا وآسيا لجهة الجنوب الشرقي، ويمتد بين بحر قزبين والبحر الأسود وفي آسيا العثمانية على أنها لم تستول فقط على هذه البلدان؛ بل أدخلت في حوزتها أيضا البلدان الثلاثة المذكورة، وهذا الفرع - أي آل عثمان - هو جنس ذو سلطة وشأن، ومن هذه العائلة خرج فروع ذات عدد عديد. أما السلطان عثمان الأول المشار إليه فإنه يلقب بالغازي، ومولده كان في مدينة تدعى «صوقوط» من أعمال بلاد بيتانيا سنة 1259ب.م، وبيتانيا: هي قسم واقع في جهة الشمال الغربي من بلاد الأناضول، والأناضول: هي بلاد من آسيا الصغرى، وآسيا الصغرى يسمونها أيضا بر الأناضول، ويحد بيتانيا من الشمال بونطوس إيكسين؛ أي البحر الأسود، ومن الجنوب غلاطية، وغلاطية: بلاد قديمة من آسيا الصغرى، وفريجيا: وهي أيضا بلاد قديمة من آسيا الصغرى، ومن الغرب البربونتيد؛ أي بحر مرمرا، ومن الشرق بافالاكونيا: وهي بلاد قديمة من آسيا الصغرى. ثم إن السلطان عثمان استوطن مدينة قونية في آسيا الصغرى وذلك سنة 1299ب.م، وقد وسع المملكة بأن جعل فيها إيالات صغيرة متدانية بناها على آثار ورسوم المملكة القديمة، وبين تلك الإيالات والألوية السلجوقيون المار ذكرهم الذين انقرضت دولتهم سنة 1249ب.م، وعادت هذه البلاد بعد ذلك تدعى قراحصار، وهي قرامانيا، وامتدت إلى البحر الأسود، وفي سنة 1326ب.م توفي السلطان عثمان المشار إليه.
ثم من أخبار المؤرخين أيضا ما مفاده يثبت صحة ما أوردناه هنا مما ذكر بهذا الصدد من أن آسيا الصغرى وسائر ما وراء الفرات مع جميع هذه البلدان قد انقسمت إلى عدة ممالك صغيرة، استولى عليها ملوك من أهلها، ثم ضمها قوروش ملك مادي وفارس إلى مملكته، وما زال حتى تملك إسكندر بن فيلبس المكدوني، وبعد وفاته صارت جزءا من مملكة سورية تحت سلطة الدولة السلقودية، ثم أدخلت في ملك قياصرة رومية والقسطنطينية إلى الجيل الحادي عشر ب.م، حين استولت الدولة السلجوقية على الأجزاء الجنوبية الشرقية، وعند انقراض هذه الدولة عقب وفاة السلطان علاء الدين السلجوقي في أثناء سنة 1300ب.م سطت الأتراك على جانب عظيم منها تحت راية السلطان عثمان الغازي الذي توفي سنة 1326ب.م، كما مر آنفا، وكان مقره قونية، وخلفه ابنه أورخان الذي توفي سنة 1326ب.م، بعد أن افتتح برصة، وجعلها مقر تخت السلاطين العثمانية في الأناضول، وقال المؤرخون: إنه في سنة 1300ب.م كانت بداءة دولة آل عثمان وتأسيسها ببر الأناضول، وفي سنة 1486ب.م عاد كل ذلك خاضعا لسلاطين آل عثمان.
وأما ملخص ترجمة إسكندر المكدوني ومكدونية - كما ذكرنا - فهو ما يلي من أن إسكندر المدعو بالكبير هو ملك مكدونية، وتولى ست سنوات باعتبار كونه ملكها، وست سنوات باعتبار كونه ملك اليونان الأعظم، وذلك بعد ظفره بداريوس كودمانوس، وتوفي قبل مجيء المسيح بثلاثمائة وأربع وعشرين سنة في عمر اثنتين وثلاثين سنة، وانقسمت مملكة إسكندر إلى أربعة أقسام، وهي: سورية وبابل ومملكة آسيا الصغرى ومملكة مصر ومملكة مكدونية. أما مكدونية، فهي إقليم مشهور في بلاد أوروبا، يحدها من جهة الجنوب إقليم تساليا وجزائر الأرخبيل، ومن جهة الشرق إقليم تراسة، ومن جهتي الشمال والغرب سلسلة جبال فاصلة بينها وبين إقليم البلغار، وهو جزء من بلاد الروملي، ويسمى عند الأتراك فيليب ولايتي أي ولاية فيليب؛ لأنه وطن فيلبس أبي إسكندر الرومي المشهور، وقد جاء في أقوال المؤرخين أنه يوجد أيضا دولة تدعى دولة الأتراك الجركسية، كان ابتداؤها سنة 1381ب.م، وانقراضها سنة 1517ب.م، ونسبتها إلى بلاد الجركس التي هي في قارة آسيا على الجهة الشمالية من جبل قوه قاف - أو قوقاس - بين بحر الخزر والبحر الأسود، ومن رواياتهم أن ابتداء الدولة التركية كان في سنة 1253ب.م بالمعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي، وملوكها يعرفون بمماليك الدولة الكردية وبالمماليك البحرية، وانقراضها سنة 1381ب.م، وابتدأت حينئذ دولة الأتراك الجركسية كما ذكر، وأن ابتداء دولة الأتراك الجركسية كان بالظاهر برقوق بن عبد الله بن أنس بن برديك ، واسمه الطنبغا، فسماه أستاذه يلبغا الكبير. أما آسيا الصغرى - كما مر آنفا - فيسميها العرب أرض روم والأتراك بر الأناضول.
وهي في الحقيقة اسم جزء منه، يحدها شمالا بحر مرمرا أو البحر الأبيض والبحر الأسود، وغربا بوغاز القسطنطينية وبحر مرمرا وبحر الروم والبوغاز الواصل بينهما، وجنوبا بحر الروم، وشرقا خط ممتد من رأس خليج إسكندرون إلى جهة الشمال الشرقي حتى ملتقى جبل اللكام وجبل كورين المعروف عند القدماء بجبل طوروس أو جبل الثور، ومن هنالك من قمم هذه الجبال حتى ثغر انوشروان بقرب نهر الفرات، ومن ثم تتصل بالجبال التي تلي غربي الفرات حتى تخوم بلاد أرمينيا الغربية، وينتهي الحد الشرقي إلى البحر الأسود.
ثم إن أكثر المؤرخين قد اختلفوا في أصل آل عثمان؛ لتقادم عهدهم، ولأن نشأتهم في بلاد قاصية، فبعضهم ينسب هذه العائلة الخطيرة إلى سلالة عيس بن إسحاق الذي خرج منه أوغوزخان المتسلسل منه سليمان شاه أبو أرطغرل، وآخرون ينسبونهم إلى طائفة أتت من الحجاز بسبب القحط ونزلت في القرمان، وهو بنو قطورة، وكل فريق من المؤرخين يورد أدلة وبراهين في إثبات مذهبه، ومنتهى ما عرفوه أن سلالة آل عثمان متشعبة من بني قطورة ومن العيس بن إسحاق، وقصارى الكلام في هذا الشأن أن هذا الآل الشريف له المقام الأول بين العشائر الإسلامية، وجد آل عثمان - الذي هو سليمان شاه - أتى بجماعته سنة 1200ب.م، الموافقة لسنة 621 هجرية، ونزل في صحاري بلاد أرمينية الكبرى، ومكث هناك نحو سبع سنوات، وبعد وفاة جنكيزخان انتشبت الحرب بين الخوارزمي وعلاء الدين سلطان قونية أكبر السلاجقة؛ فتودد إلى علاء الدين وساق إليه عدة إمدادات حتى انتصر على أعدائه بواسطته، وبعد أن قضى هناك مدة من الزمان نحو سنة 628 هجرية عزم على أن يجتاز بأهله نهر الفرات، ويدخل إلى عربستان، فغرق في ذلك النهر، ودفن في ذلك المكان، وهو إلى الآن يعرف بمزار الأتراك، وكان له أربعة أولاد، وهم: سنقورتكين وكونطوغدي وأرطغرل ودوندر، فانقلب سنقورتكين وكونطوغدي إلى ناحية الشرق، وبقي أرطغرل ودوندر عند السلطان علاء الدين، وشهدا معه حروبا كثيرة، ثم توفي أرطغرل تاركا ولده عثمان الغازي، وبعد انقراض الدولة السلجوقية تولى على تخت السلطنة السلاطين العظام الآتي ذكرهم في الجدول كل في محله بفهرست مفصل أصل هذه السلالة الطاهرة من أولها حتى آخرها وعن أسمائهم وسني ولادتهم وجلوسهم وانتقالهم ومدة سلطنتهم مع بيان مدة أعمارهم.
ولقد أوجزنا هنا لضيق المقام، فلم نذكر ترجمة حياة هؤلاء السلاطين العظام التي هي من الأمور التي تستحق الذكر، والوقائع التي جرت في أيامهم والفتوحات المبينة التي باشروها وما ذكره مؤرخو الإفرنج في هذا الصدد، وعلى هذا الخصوص ما ذكره المؤرخ جوابين الفرنساوي وغيره من المؤرخين، وإن كلا من هؤلاء الملوك فعل أفعالا باهرة، وغزا غزوات قاهرة، خليقة بأن تودع بطون الأسفار، ولا جرم أن أعمال هؤلاء الأبطال جديرة أن تقدم على أعمال الأكاسرة والقياصرة وسائر الملوك والسلاطين الذين نقشت أسماؤهم في صدور التواريخ، وفي مطالعة تواريخ هذه العائلة الشريفة ما يدل على عظمة أفعالهم وبطشهم وشجاعتهم مما قاوموا بها جميع الدول المحيطة بهم، فكانوا يفتحون المدن العظيمة والحصون المنيعة ويذللون الجبابرة العظام، ويتسلطون على الممالك برا وبحرا إلى أبعد مكان، فكانت ترتعد من سطوتهم فرائص رجال الدول الإفرنجية قاطبة، وتؤدي لهم الطاعة والخضوع، وكان يحدث في أكثر السنين أن جميع الشعوب المحدقة بهم تقوم عليهم بالحروب، فكانت الأعجام من جهة آسيا تحاربهم، والعرب والروس أيضا، ومن جهة أوروبا دولة النمسا والمجر ومشيخة البندقية واليونان، مع مساعدة الدول الأخر لهم كالإنكليز وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وغيرهم، ومع كل هذا كانوا يتغلبون على جميع هذه الدول ويقهارونها ويكرهونها على أداء الطاعة ودفع الخراج والجزية، فكانت سطوتهم تزداد يوما بعد آخر، وأعلامهم ترتفع فوق جميع الأعلام الملوكية، ولا ريب أن يد القادر - كما يقول المؤرخون - كانت ترافقهم دائما في كل هذه النصرات التي تقصر دونها طاقة البشر. انتهى.
अज्ञात पृष्ठ