तारीख़ करसाना
تاريخ القرصنة في العالم
शैलियों
ربما كانت الشخصية الوحيدة المضيئة قليلا وسط هذا الجو المظلم، هي شخصية جان لافيت الذي بسط نفوذه في وقت ما على مياه خليج المكسيك. كان هذا الرجل ممثلا لكل التقاليد الكلاسيكية للقرصنة في الكاريبي، كما كان يتمتع بقدر كبير من خفة الظل، فعندما خصص محافظ لويزيانا مكافأة قدرها خمسة آلاف دولار لمن يأتي برأس لافيت، قرر لافيت أن يرد له الصاع صاعين، فأعلن عن مكافأة قدرها خمسون ألف دولار لمن يأتي برأس المحافظ.
لا إنجلترا، ولا فرنسا، ولا إسبانيا استطاعت القضاء على القرصنة، ومما زاد من صعوبة الأمر عليهم في حروبهم ضدها، انتشار وباء الحمى الصفراء الذي اجتاح حوض الكاريبي آنذاك.
القرصان الشريف
إذا كان مجد القرصان يتوقف على مقدار ما يأخذه غصبا من سفن، فإن بارتولمي روبرتس يستحق بناء على هذا أن يعطى قصب السبق، فهو يتحمل - بشهادة كتاب السيرة - مسئولية اغتصاب أربعمائة سفينة. وليست هناك أية معلومات عن طفولته ولا عن سنوات شبابه؛ أين وفيما أنفقهما، ولكن يعتقد أنه من «ويلز».
في عام 1719م أبحر بارتولمي باتجاه شواطئ غرب أفريقيا باعتباره قبطانا للسفينة الشراعية «برنسيس»، بعد أن حملها «بضاعة حية» تتمثل في زنوج مقيدين بالسلاسل في سجن أسفل سطح السفينة، على أنه لم تمض بضع ساعات فقط من خروجه إلى البحر، حتى سقطت سفينته في أيدي القراصنة بقيادة هويل ديفيس.
أدرك بارتولمي روبرتس بالطبع أنه بهذا قد وقع في هوة الإفلاس؛ إذ إن رأسماله عن آخره كان موضوعا في السفينة وما كانت تحمله ، وهب أن القراصنة قد أطلقوا سراحه، وسمحوا له بالعودة إلى إنجلترا؛ فالمتوقع عندئذ أن يعيش هناك حياة ملؤها الفقر والعوز، ولم يبق أمامه شيء سوى أن يقبل اقتراح الكابتن ديفيس بالانضمام إلى قراصنته، بعد أن أبدى نحوه رئيس القراصنة - وكان هو الآخر من ويلز - شعور التعاطف لكونه من أبناء بلدته.
إبان إحدى الحملات التي انتهت بالفشل في أعماق القارة الأفريقية، أظهر روبرتس شجاعة فائقة. وعندما لقي ديفيس حتفه أثناء معركة حامية الوطيس
6
دارت رحاها مع السكان المحليين، حل محله روبرتس في قيادة القراصنة المنسحبين حتى وصل بهم إلى الشاطئ دون خسارة تذكر؛ الأمر الذي أكسبه احترام رفاقه. كان روبرتس يتوقع أن التنافس الحاد، والذي لا هوادة فيه، بين القراصنة من أجل السلطة، من الممكن أن يؤدي بهم إلى معركة صريحة بينهم. على أن مسألة انتخاب القائد الجديد قد جرى حلها نسبيا على نحو هادئ، خلافا لمخاوفه، وقد وقع الاختيار عليه هو بالذات، على الرغم من أنه كان مستجدا في عالم القرصنة.
كان أول ما استهل به روبرتس أعماله، أن قام بالانتقام لموت ديفيس، فأحاط بالقرية التي أنزلت بهم الهزيمة سابقا، ثم دمرها، وبعدها توجه إلى شاطئ البرازيل. وهناك التقى بأسطول من السفن البرتغالية، قوامه اثنان وأربعون سفينة محملة عن آخرها بالبضائع، تزمع الرحيل إلى لشبونة لتوزيعها في أوروبا. هنا يقوم روبرتس باجتراح «مأثرة» لعلها الأولى من نوعها في هذا المقام؛ إذ يستولي على إحدى السفن، وهي ما تزال بعد في المرساة. لم يكن هذا العمل محض جنون على الإطلاق، لقد وزن القرصان الأمر بكل دقة، ثم أغار على السفينة ليلا مستغلا لحظة مواتية، لم يدر بخلد قبطان السفينة أن يكون الخطر متربصا به في الميناء ذاته. أما المخاطرة فقد أسفرت عن نجاح أكبر من المتوقع، ولقد عاد القراصنة من هذه «الحملة»، ممتلئين زهوا وفخارا بقائدهم الجديد.
अज्ञात पृष्ठ