तारीख़ करसाना
تاريخ القرصنة في العالم
शैलियों
لم يستطع أبناء لودفيج التقي
6
أن يقفوا في مواجهة الغارات القادمة من الشمال، فقد تغلغل النورمانديون باتجاه غرب وجنوب دولة الفرنكيين، وأصبحوا أكثر وقاحة في ذهابهم ومجيئهم مارين بمنبع النهر مكثفين من غاراتهم، وفي يونيو 843م إبان الاحتفال بعيد القديس يوحنا، ظهروا فجأة عند مصب نهر اللوار، وبعد أن باغتوا سكان نانت
7
الذين لم يتوقعوا هذه الغارة، أعملوا القتل فيهم، واستولوا على غنائم قيمة، ثم رحلوا إلى المصب، حيث عادوا لينظموا عدة غارات أخرى للنهب في عمق البلاد خلال فصل الصيف.
ظل النورمانديون زمنا طويلا يرحلون من بلادهم في الشمال كل عام، متجهين جنوبا صيفا وربيعا فقط، ليعودوا في وقت العواصف الخريفية والرياح الباردة إلى إسكندنافيا، كان هذا هو تكتيكهم، على أن مصب اللوار الذي اختاره النورمانديون، ليكون بمثابة هدف لقرصنتهم قد بدأ بعيدا جدا عن يوتلانديا وإسكندنافيا، الأمر الذي جعل من القيام سنويا بمثل هذه الرحلة البحرية الطويلة والمحفوفة بالمخاطر أمرا لا معنى له. ولما كان النورمانديون مقتنعين بأن الفرنكيين لا يشكلون عقبة بالنسبة لهم، أنشئوا قاعدة فوق جزيرة نوارموت الصغيرة القائمة عند مصب اللوار، ومن هناك كانوا يقومون بغاراتهم في اتجاه أعالي النهر، حول النورمانديون معسكرهم الحصين في هذه الجزيرة بمرور الوقت إلى قلعة حقيقية، بحيث لا يتمكن الفرنكيون الذين لا يملكون أسطولا من التغلب عليه.
بحلول صيف 844م، اندفع النورمانديون من جديد بعد أن قضوا شتاءهم في نوارموت إلى الجنوب، فوصلوا مصب نهر جارون، ثم واصلوا إبحارهم في اتجاه المنبع، وكانوا يحرقون وينهبون كل البلدان والكنائس التي تقابلهم عدا بوردو التي استطاعت أن تصد الغزاة. في العام نفسه ظهر النورمانديون عند شواطئ إسبانيا، ثم توغلوا حتى وصلوا إلى نهر جواد لكفيفر، وعبر هذا النهر ساروا، حتى وصلوا إلى مدخل ميناء سيفيليا، في العام التالي ازداد نشاط وحدات النورمانديين الشمالية، فنهبوا وأحرقوا هامبورج، ثم هاجموا منابع إلبا، ولما لم يجدوا أية مقاومة تذكر، قاموا بالإغارة على فريزيا، في الوقت الذي وصلت فيه مجموعة أخرى من القراصنة على زوارقها حتى منابع نهر السين، وقامت في التاسع والعشرين من مارس عام 845م بإحراق باريس.
غادر النورمانديون مملكة كارل الأقرع،
8
بعد أن أخذوا فدية كبيرة على مدى الثلاث سنوات التالية. احتل القراصنة النورمانديون (الذي وصلوا إلى هنا من الشمال بجحافل جبارة) كل الشواطئ الممتدة من إلبا إلى جيروندا. ومنذ هذه اللحظة تغير طابع الغارات التي كان النورمانديون يشنونها، فإذا كان الهدف من هذه الغارات قد انحصر قبل ذلك في الاستيلاء على الغنائم التي كان الفايكنج يعودون بها إلى الوطن، أو إلى قواعدهم، فإنه منذ النصف الثاني من القرن التاسع، أخذوا في الاستقرار واستيطان هذه الأراضي.
अज्ञात पृष्ठ