तारीख़ करसाना
تاريخ القرصنة في العالم
शैलियों
لقد أسهم نمو القرصنة في المياه الإغريقية في تحسين الظروف الجغرافية (متاهة الجزر والخط المنكسر للشاطئ)، فضلا عن إسهامها في ارتفاع مستوى فن الملاحة البحرية آنذاك. كان الناس قديما يبحرون بالأشرعة نهارا فقط وبمحاذاة الشاطئ، حريصين على ألا تغيب عن أعينهم، وما إن يرخي الليل سدوله، حتى يحتموا بواحد من الخلجان العديدة.
في ذلك الزمان دأب القراصنة على التربص بضحاياهم وسط الجزر الصخرية لبحر إيجه، وكذلك في خلجان شبه جزيرة بيلوبونيسوس جنوب اليونان، ليقوموا بالهجوم المباغت عليهم ليلا . كان القراصنة يعملون النهب والسلب في المدن الواقعة على الساحل مثلما كان الفايكنج
20
يفعلون في العصور الوسطى. هناك كان باستطاعتهم أن يسرقوا الماشية والأدوات المنزلية ولوازم المعابد والمصنوعات والحلي الثمينة والمشغولات الفضية والذهبية، ثم يحملون في نهاية المطاف النساء والأطفال، حيث يباعون بأسعار باهظة في أسواق الرقيق المنتشرة في بلدان البحر الأبيض المتوسط. كان تجار الرقيق يفضلون الفتيات، ويدفعون بالفتيات لممارسة أعمال البحر الشاقة. كثيرا ما كان نجاح الإغارة على السفن التجارية يتوقف على المصادفة، حيث كان من المحتمل أن تكون شحنتها من أحجار البناء مثلا أو لب الأخشاب أو الفخار الرخيص، وهي بضائع لا تمثل بالنسبة للقرصان قيمة كبرى، بل إن السفينة أحيانا ما تكون خالية من البضائع بالمرة.
في الزمن الغابر
21
كان قراصنة البحر الأبيض المتوسط يقومون بغاراتهم وفق خطة محكمة، فكانت زوارقهم تقوم خفية تحت جنح الليل بالمرور على الميناء، وقد لفت حول مجاديفها أربطة، ثم تقوم على مدى بضع ساعات بأعمال تجسس دقيقة، يتم بعدها الهجوم المفاجئ على الضحية، ثم تعود إلى المراكب، بضع ساعات من السطو المشوب بالتوتر، ويعود كل لص شارك في العملية، ليصبح من أصحاب الثراء.
يمكن للمرء اليوم بعد انقضاء آلاف السنين أن يلتقي على أرض اليونان بأطلال المباني الفريدة، ومن بينها تلك القلاع الدفاعية السامقة التي شيدت فوق التلال العالية في أعماق اليابسة، ها هنا كان سكان الجزر يبحثون عن الهاربين من هجوم القراصنة، ومن أعلى هذه الأبراج كانت تتصاعد الإشارات الدخانية تطلب العون من الجيران.
بمرور الزمن كسب الإغريق حلفاء لهم ذوي شأن عظيم، فبعد انقضاء الحرب البونية الثالثة لم تتعرض قرطاجة الجبارة لأية هزيمة. لقد تحالف الإغريق مع منافسي الأمس من البحارة الفينيقيين المهرة، عندئذ انتشرت حمى القرصنة، لتشمل حوض البحر الأبيض المتوسط بأسره بدءا من هيلسبونت،
22
अज्ञात पृष्ठ