तारीख़ करसाना
تاريخ القرصنة في العالم
शैलियों
من سيدني اتجهوا إلى مدينة هوبارت في جزيرة تاسمانيا، وهناك تعرف الشركاء على بحار إنجليزي معتزل يدعى طومسون، يمتلك سفينة صغيرة يتكسب منها باصطياد الفقمة.
3
عرض روبرتسون ووليمز على طومسون خمسة آلاف من القروش التي تبقت معهما، مقابل أن يقوم بتوصيلهما إلى إحدى الجزر التي لم يذكروا له اسمها، وقد قبل طومسون العرض.
ذات مساء كان البحر عاصفا، بينما وقف روبرتسون ووليمز عند أقصى طرف مؤخرة السفينة، ولم يكن هناك شهود على ما حدث سوى ما ذكره روبرتسون نفسه، من أن وليمز ألقى إليه بكلمات كما لو كانت كلمات الوداع، أخذها روبرتسون في البداية على أنها مجرد مزاح، إلا أن وليمز بعد ما عانقه ألقى بنفسه فجأة من ظهر السفينة.
بعد الحادث الذي جرى لوليمز، أصبح طومسون يرتاب كلية في روبرتسون، الذي صمم على ألا يذكر الهدف من رحلته. وأخيرا لم يتمالك طومسون، وإذا به على نحو ما يعترف لروبرتسون أن وليمز كشف له وهو مخمور عن سر الكنز، ولم يكن طومسون الطائش يعرف إلى أي حد من السهولة يتخلص روبرتسون من الأشخاص الذين لا حاجة له بهم، وها هو ذا يمسك بالقبطان المسكين ويلقي به من ظهر السفينة. على أن طومسون كان سباحا ماهرا، فأخذ في السباحة وهو يصيح طالبا النجدة. هنا وعد روبرتسون البحارة باقتسام الكنز معهم، إذا هم لم يقدموا للقبطان أي عون. كان لذكر الكنز وقع السحر، فكان أن انصاع البحارة لأوامر روبرتسون، فتركوا القبطان لقدره، ولم يخطر ببال أحدهم مجرد التفكير في إمكانية نجاته. على أية حال فقد استطاع القبطان بفضل التيار البحري المواتي أن يصل بعد عدة ساعات إلى جزيرة تينيان.
استقبل السنيور ميدينيلي - المحافظ الإسباني لجزر ماريان - استقبل طومسون الذي قص عليه قصة القرصان روبرتسون، والكنز الأسطولي المخبوء في جزيرة جريجان. وبينما راح القبطان يتحدث كان أحد ضباط حاشية والمحافظ يولي اهتمامه الشديد بالحديث، ثم ما لبث أن أخذ يلاحق القبطان بأسئلته عن مزيد من التفاصيل حول مظهره وماضي هذا القرصان، ما إن استيقن الضابط من أن بطل القصة هو روبرتسون، حتى اتجه صوب المحافظ متوسلا أن يرسله للبحث عن القرصان. كان هذا الضابط هو باتشيكو نفسه الذي أصدر روبرتسون ذات يوم حكما بربطه إلى شجرة وجلده. بعد يومين اثنين وصلت الحملة التأديبية إلى جزيرة جريجان، ولم يكن العثور على روبرتسون هناك أمرا صعبا على الإطلاق. وفي هذه المرة اقتيد روبرتسون مكبلا في الأغلال إلى الأسر، وفي الطريق باءت كل محاولاته لإغراء باتشيكو بأن يكشف له عن مكان الكنز بالفشل. وأثناء وجوده على سطح السفينة قفز روبرتسون منها إلى البحر ليموت غريقا. وقد ذهبت محاولات ستين رجلا من سكان جريجان، جيء بهم خصيصا للبحث والتنقيب عن الكنز في كل شبر منها، تحت الرقابة الشخصية للمحافظ أدراج الرياح. أما مصير هذا الكنز المخبوء الذي راح ضحيته عدد كبير من الأرواح؛ فما يزال سرا إلى يومنا هذا!
الفصل الثامن
قراصنة الشرق الأقصى
مارس الصينيون واليابانيون القرصنة في بحار الشرق الأقصى منذ أقدم العصور، مثلهم في ذلك مثل الإغريق والفينيقيين الذين مارسوها في البحر الأبيض المتوسط والعرب في البحر الأحمر. ظلت الحروب والتجارة في العصور القديمة والوسيطة هي المورد الأول للقرصنة في الشرق الأقصى، ولقد حقق النقل المائي في الصين تطورا كبيرا منذ مطلع القرن الثامن. استخدمت مختلف أنواع السفن على نطاق واسع في كل المناطق الشرقية بهدف نقل البضائع والمسافرين، وقد احترف المهنة - مهنة النقل - أصحاب المراكب الكبيرة، ومن ثم فقد توطدت العلاقات بين الهند وفارس والجزيرة العربية في الجنوب، وكوريا واليابان في الشمال من خلال الموانئ البحرية. ومثلت الأساطيل النهرية والبحرية المحملة بالبضائع إغراء كبيرا أمام التجار القراصنة الذين ما برحوا يسطون بعضهم على بعض. ولعل أوضح تصوير لهذه الحالة بأجمعها تعكسه الكلمات التالية من أغنية «جونكي التاجر»، والتي ترجع للفترة التي تم فيها وصفها: «ليس بوسع التاجر أن يقيم دوما في مكان واحد، فإذا ما استشعر ربحا وفيرا في مكان ما، فإنه يتخذ طريقه إليه من فوره، إنه يبدأ أولا بالبحث عن رفيق لسفره، ثم يذهب بعدها إلى بيته مودعا أهله وعشيرته، وهؤلاء يصفونه بقولهم: «المال خير من المجد والشهرة»، إلى «السعي وراء المجد نادرا ما يكلل بالنجاح. أما السعي وراء المال فدائما ما يحالفه التوفيق، يجب أن يشد الرفاق أزر بعضهم، عليك أن تمتلك القدرة على الخداع عندما تشرع في بيع بضاعتك، كما أن عليك أن تنجح في خداع رجل الجمارك عند بوابات الحدود. بهذا ينمو رأسمالك، ولا تصيب الخسارة أموالك ... تعلم لغة التجار السرية، ولا تجامل عند الحساب حتى أبناء جلدتك.»
ظهرت في القرن الثامن في الطرق البحرية الموصلة بين الصين والهند وفارس السفن الصينية أيضا ، جنبا إلى جنب مع السفن الهندية والفارسية، وقد بلغ التنافس سواء على التجارة العالمية أو على التجارة الداخلية حد الصراع بكل الوسائل الشرسة، التي دخلت في عداد ترسانتها القرصنة أيضا، ففي عام 760م استولى تيان شان-جون على مدينة يانتشجوا، وقتل فيها ما يزيد على ألفي عربي وفارسي وكثير غيرهم من الأجانب.
अज्ञात पृष्ठ