وَولد ولد لَهُ ثَلَاثمِائَة سنة فذهبنا إِلَى ابْن الأبن قُلْنَا أَنه اقْربْ إِلَى الْفَهم وَالْعقل فوجدناه مبلدًا لَا يعرف الْخَيْر وَالشَّر فَقُلْنَا إِذا كَانَ هَذَا حَال ولد الْوَلَد فَكيف حَال الْأَب وَالْجد فذهبنا إِلَى صَاحب أَرْبَعمِائَة فوجدناه أقرب إِلَى الْفَهم من وَلَده فذهبنا إِلَى صَاحب خَمْسمِائَة سنة فوجدناه سليم الْعقل والفهم فَسَأَلْنَاهُ عَن حَال ولد وَلَده فَقَالَ انه كَانَت لَهُ زَوْجَة سَيِّئَة الْخلق لَا توافقه فِي شَيْء أصلا فأثر فِيهِ ضيق خلقهَا ودوام الْغم بمقاساتها وَأما وَلَدي فَكَانَت لَهُ زَوْجَة توافقه مرّة وتخالفه أُخْرَى وَهَذَا هُوَ أقرب إِلَى الْفَهم مِنْهُ وَأما أَنا فلي زَوْجَة مُوَافقَة فِي جَمِيع الْأَمر مساعدة فَلذَلِك سلم فهمي وعقلي فَسَأَلْنَاهُ عَن السنبلة فَقَالَ هَذَا زرع قوم من الْأُمَم الْمَاضِيَة كَانَت مُلُوكهمْ عادلة وعلماؤهم أُمَنَاء وأغنياؤهم أسخياء وعوامهم منصفة
وَذكر الْقزْوِينِي أَيْضا أَن بهَا الْقصر المشيد الَّذِي ذكره الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز بناه رجل يُقَال لَهُ صد بن عَاد وَذَلِكَ أَنه لما رأى مَا نزل بِقوم عَاد من الرّيح الْعَقِيم بنى قصرًا لَا يكون للريح عَلَيْهِ سُلْطَان من شدَّة أَحْكَامه وَأَنْتَقِلَ إِلَيْهِ هُوَ وَأَهله وَكَانَ لَهُ الْقُوَّة مَا كَانَ يَأْخُذ الشَّجَرَة بِيَدِهِ فيقلعها بعروقها من الأَرْض وَيَأْكُل من الطَّعَام مَأْكُول عشْرين رجلا من قومه وَكَانَ مغرمًا بِالنسَاء تزوج أَكثر من سَبْعمِائة عذراء وَولد لَهُ من كل وَاحِدَة ذكر وَأُنْثَى فَلَمَّا كثر أَوْلَاده طَغى وبغى وَكَانَ يقْعد فِي أعالي قصره مَعَ نِسَائِهِ لَا يمر بِهِ أحد إِلَّا قَتله كَائِنا من كَانَ حَتَّى كثر قتلاه فَأَهْلَكَهُ الله تَعَالَى مَعَ قومه بصيحة من السَّمَاء وَبَقِي الْقصر خرابا لَا يَجْسُر أحد على دُخُوله لِأَنَّهُ ظهر فِيهِ شُجَاع عَظِيم وَكَانَ يسمع من دَاخله أَنِين كأنين المرضى وَقد أخبر الله تَعَالَى عَنْهُم وَعَن أمثالهم بقوله ﴿فكأين من قَرْيَة أهلكناها وَهِي ظالمة فَهِيَ خاوية على عروشها وبئر معطلة وَقصر مشيد﴾ والبئر المعطلة كَانَت بعدن
ثمَّ ذكر أَن بحضرموت قبر هود النَّبِي ﵇ قَالَ كَعْب الْأَحْبَار كنت فِي مَسْجِد رَسُول الله ﷺ فِي خلَافَة عُثْمَان رض =
1 / 63