فألبسني الْخِرْقَة على قَاعِدَة الصُّوفِيَّة فَقَالَ مَا هِيَ قاعدتي أَو كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ قلت أَنا أحب ذَلِك قَالَ أَنا خرقتك وَأَنت نَائِب عني قلت فَلَا تغفل عني فِي أموري فَقَالَ وَالله اني مَعَك فِي صائب وَغير صائب وَإِنِّي لَك مثل روحك وَنحن على سَاق وَاحِدَة وَمرَّة قَالَ لي أَنْت أَنا وَقد أَشَارَ إِلَيّ ذَلِك الْفَقِيه بقوله على لِسَان حَال شَيْخه وَأَنت أَنا والطريقة وَاحِدَة والتمذهاب
ثمَّ قَالَ الْفَقِيه قلت لَهُ لقني شَيْئا من الْأَذْكَار قَالَ قل فِي كل مسَاء سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ مائَة مرّة فَإِنَّهُ لَا يكْتب عَلَيْك ذَنْب وَقل فِي كل مسَاء يَا لطيف مائَة مرّة ثمَّ قل يَا حفيظ مائَة مرّة ثمَّ قل يَا كريم مائَة مرّة ثمَّ قل يَا كريم تكرم علينا بكرمك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قل يَا لطيف لاطفنا بلطفك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قل يَا حفيظ احفظنا بحفظك ثَلَاث مَرَّات قلت إِن لي وردا من آيَة الْكُرْسِيّ أقرأها كل يَوْم ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر مرّة قَالَ هَذَا كثير قلت هُوَ سهل عَليّ قَالَ كثير قلت هُوَ سهل عَليّ قَالَ ابق عَلَيْهِ وَقرأَهَا وَقَالَ اقرأها هَكَذَا وَإِذا صمت وداع رَمَضَان فَجعل قرَاءَتهَا سرا بِالْقَلْبِ فَقَط قلت لي ورد من الله لَا اله إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم فَقَط وَهُوَ ألف مرّة قَالَ ابق عَلَيْهِ وَأَن زِدْت فَهُوَ خير لَك وَابْشَرْ فانهم معطوك أَكثر مِمَّا توهم مَا غير مَا يجيبك إِلَّا فِي الْعرض من غير تَأمل قلت فَلَا تغفل عني فَانِي مخلط كثير التَّخْلِيط قَالَ وَالله لَو تلبس المعتب أَن غير عَلَيْك عندنَا شَيْء وَأَنا شيخك فَعَلَيْك بِكِتَاب الله تَعَالَى وَسنة رَسُول الله ﷺ وَأَنا شيخك فيهمَا وَفِي عُلُوم تستفاد مِنْهُمَا وَقد أَشَارَ الْفَقِيه إِلَى ذَلِك أَيْضا حَيْثُ قَالَ مُشِيرا إِلَى شَيْخه ... احْمِلُونِي فَتى يَا هلي مخلط ولعاب ...
ثمَّ قَالَ على لِسَان حَال شَيْخه ... ان لَو تلبس المعتب وتسهى وتنساب
لَا وَلَا الرَّد يَا أَبَا محزمة عَنْك ينجاب
أَنْت منا وَنحن مِنْك فِيمَا خطا أَو صاب ...
1 / 60