तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
تفاهم المتآمرون، من الرين إلى التاميز، تحت عناية الديوان الإنكليزي، المنطلق في غضبه وأحقاده. ولقد اشترك بيشاغري في المؤامرة حاذيا حذو من تقدمه من الخائنين، من دون أن يخشى أن يكون شريكا لجورج كادودال في الذنب. ومورو! مورو الذي قاتل الأرشيدوق جان دوتريش في هوانلندن، سود صحيفة ذلك المجد ومشى في تيار هذه الدسيسة الفظيعة. لا تسل عن غضب بونابرت وأسفه عندما تناهى إليه هذا الخبر المشئوم فصرخ قائلا: «كيف رضي مورو أن ينضم إلى عصبة كهذه؟ إنني لا آسف إلا على مورو أن يضل على الطريق القويم!»
لم تلبث المؤامرة أن كشفت فأعلنت الحكومة شكواها إلى أوروبا جمعاء بنشرها الخبر في جميع الصحف التي تملكها. عند ذلك خفت فرق الدولة كلها إلى القنصل الأول تبدي له استياءها الشديد من ذلك التصرف وتؤكد له ثانية اتحادها في العمل على ردع تلك التعديات، فأجابها بونابرت: «لقد تألفت مؤامرات عديدة علي حياتي منذ اليوم الذي بلغت فيه قمة الحكم. إلا أني، وقد نشأت في ساحات الحروب، لم أكترث يوما بالمخاطر ولم توح إلي الخوف شدة.
ولكنني لا أستطيع أن أطرد عني عاطفة عميقة مؤلمة ساعة يتراءى لي موقف هذا الشعب الكبير لو استطاع التعدي الأخير سبيلا إلي؛ أما إنهم لقد تآمروا على مجد الشعب الفرنسي وحريته ومقدراته.
لقد رفضت طويلا حلاوة الصفة الخصوصية؛ فإن جميع أوقاتي، وحياتي كلها، إنما هي موقوفة للقيام بالواجب الذي يكلفني إياه الشعب الفرنسي.
إن السماء تحرس فرنسا وتتلف مؤامرات الأردياء، فعلى المواطنين أن لا يحزنوا، وأن يتأكدوا أن حياتي ستبقى ما زالت ضرورية للأمة. إلا أن الذي أرغب في أن يعرفه الشعب الفرنسي هو أن وجودي مجردا من ثقته وحبه لا عزاء لي به، ولا ينتج فائدة قط.»
إن بونابرت، بإناطته مجد فرنسا وحريتها ومقدراتها بوجوده، إنما أشار إشارة واضحة إلى أن الحكم الدائم الذي عهد به الشعب إليه لا يكفي في نظره لضمان مستقبل البلاد، وأنه يفكر في تنظيم جديد يتاح له بعده أن يدافع عن المصالح الجديدة، وسنرى فيما بعد فكرته هذه تظهر فتتحقق.
كان بين المهاجرين الذين كانوا متحفزين لاجتياز الحدود لدى الإشارة الأولى من المتآمرين الدوق دانكيان آخر عقب من دم كونده. فأشار القنصل الأول بالقبض عليه في ولايات باد، وسيق إلى فنسين حيث حوكم وأعدم رميا بالرصاص بسرعة عظيمة. هذا التنفيذ سبب لبونابرت لوما كبيرا؛ إذ إنه اعتبر جبنا يلحق باسمه لطخة لا تمحى. ولكن لو كان الأمير الفتى الذي يحمل اسما من أعظم أسماء فرنسا القديمة لم يشهر الحرب على الأفكار والتنظيمات التي لم يستقم لها رأيه إلا كما كان يشهرها أجداده؛ أي بشهامة البواسل، حسب قوانين الشرف وحقوق البشر، لدخل إيقافه وقتله في حوزة تلك السياسة الشديدة التي استعملت الهول والمشنقة كسلاح حربي. وإذا كان الأمر بالعكس، إذا كان الدوق دانكيان لم يعمد إلى محاربة الجمهورية كجندي، وإذا كان قد رضي حقيقة الانضمام إلى الرجال الذين لم يكونوا ليتهيبوا الإقدام على قتل القنصل الأول ليقلبوا البلاد ويستعبدوها، فليس هو إذن حفيد قاهر روكروا
9
الذي قتل في خنادق فنسين بل هو شريك جورج وبيشاغري في الجريمة. قال نابوليون في وصيته ما يلي: «لقد أوقفت الدوق دانكيان وحاكمته؛ لأن ذلك كان ضروريا لأمن الشعب الفرنسي وصالحه وشرفه في حين أن الكونت دارتوا كان يحمي، حسب اعترافه، ستين قاتلا في باريس.» وقال في مكان آخر: «لو لم يكن لدي شرائع البلاد ضد الدوق دانكيان لبقيت لي حقوق الشريعة الطبيعية وهي حقوق الدفاع عن النفس. لم يكن له ولذويه قصد سوى أخذ حياتي؛ ولقد كنت مهددا من جميع الجهات وفي كل دقيقة تارة بالبنادق وطورا بالآلات الجهنمية، حينا بالمؤامرات وحينا بالمكايد، حتى تعبت من كل ذلك، وغنمت السانحة فأطلقت الهول حتى في لوندن، وتم لي النجاح ... من يحتج علي؟ إن الدم يستدعي الدم! ويجب أن أكون مجردا من الإحساس لأعتقد أن على الأرض أسرة يحق لها أن تهاجم حياتي كل يوم من غير أن يحق لي أن أقابلها بمثل ما تصنع ... ثم إني لم أسئ شخصيا إلى أحد من هؤلاء، ولكن الأمة الكبيرة وضعتني على رأسها، ونزلت أكثرية أوروبا عند هذه النخبة، وبعد كل ذلك فإن دمي ليوازي دمهم ولا مرية.»
أجل، إن دم الرجل العظيم، الذي كان موضوع إعجاب أوروبا وسعادة فرنسا، إنما يوازي، من غير شك، دم الأمراء الذين كانوا يعملون على تكدير صفو فرنسا وأوروبا ليرجعوا إلى عجزهم وقصورهم المتجبر سلطة هيأتها الحكمة السامية بصوت الشعب لإكرام النبوغ. ولكن، من لا يدرك أن دم الأبطال الذي لا تصونه الفخفخة الملكية لا ثمن له لدى الرءوس الشريفة والأريستوقراطيات التي تتكاتف حولها؟ من لا يدرك أن الرجال الذين يتظاهرون بالشفقة والغضب عندما يشهدون الشرف الوراثي يسقط تحت منجل الرجعات السياسية يرقصون رقصة المتوحشين في مقربة من مكان العذاب ساعة يرون الرصاص القاتل مصوبا على صدر الشرف الشخصي؟ اسألوا روح ذلك المرشال المنكود الذي لم يكن من سلاسة البسلاء، بل باسل البسلاء، والذي لم يلطخ هذا اللقب بمسارة القتلة الجبناء. إن من كان إنسانا حقيقيا يتألم لضحايا الثورات جميعها من غير ما نظر إلى الأحزاب، وإن من كان فرنسيا حقيقيا يميل إلى مجد فرنسا كيف كان.
अज्ञात पृष्ठ