तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
إن جرحانا إنما هم صفوة الجيش؛ كل ضباطنا السامين وجميع قوادنا المنتخبين هم اليوم خارج الحرب، لا أستلم إلا العاجزين الذين لا يحملون في قلوبهم ثقة الجندي، ولقد أصبح جيش إيطاليا منهوك القوى، في أشد حالة من حالات الضنك، أما أبطال لودي، وميلليزيمو، وكاستيكليون، وباسانو فقد ماتوا في سبيل وطنهم أو هم في المستشفى، ولم يبق في الجيش إلا شهرتهم وفخرهم، لقد جرح جوبير، ولان، ولانوس، وفيكتور، ومورات، وشارلو، ودوبوي، ورامبون، وبيجون، ومينار، وشابران، أجل، إننا مهجورون في أطراف إيطاليا.
خسرت في هذه الحرب قليلا من الناس، ولكن هذا القليل إنما هو صفوة رجال لا يعوض عنهم، أما الباقون لدي من الشجعان فإنهم ليرون الموت لا يخطئ في وسط حوادث غير منقطعة وقوات ضعيفة عاجزة، وقد تكون ساعة أوجرو الشجاع، وماسينا الباسل، وبرتيه، و... على وشك أن تدق، وبعد ذلك! وبعد ذلك! ما يحل بهؤلاء البسلاء؟ هذه الفكرة تجعلني متحفظا، فلم أعد أجرؤ على مجابهة الموت! ولكن بعد أيام قلائل سنجرب عملا أخيرا، فإذا بسم لنا الحظ استولينا على مانتو وعلى إيطاليا.»
إن الأفكار الشؤمى التي كانت تخالج بونابرت لم تتحقق، وقيض للجيش الفرنسي أن يبتسم الحظ في وجهه، لم يحتج قاهر لودي إلى أكثر من أيام قلائل حتى قلب، بطنا إلى ظهر، جميع الآمال التي استطاع الحزب أن يبنيها على شهرة ألفانزي وعلى قوة جحافله العديدة، فقد انطلقت حرب، بقيت ثلاثة أيام، انتهت بفوز معركة أركول، التي أكدت تفوق الجندية الفرنسية التي ذهبت أمامها جهود قواد النمسا القدماء وجنودها الشيوخ كما تذهب الرياح، شعر نابوليون في تلك المعركة، بأن جنوده يترددون فترة أمام نار الأعداء الذين كانوا يشغلون مراكز هائلة، فقفز إلى الأرض، وأخذ علما، وانطلق به إلى جسر آركول
7
التي كانت الجثث متراكمة عليه بعضها فوق بعض، وصرخ قائلا: «أيها الجنود! ألستم شجعان لودي؟ إذن فاتبعوني!» وعمل أوجرو كما عمل بونابرت! فلم تذهب هذه القدوة الباسلة بلا تأثير على نتيجة المعركة، إذ إنها كانت السبب في خسران ألفانزي ثلاثين مدفعا وخمسة آلاف أسير وستة آلاف قتيل، أما دافيدو ويش فقد انحدر إلى التيرول ودخل ورمستر إلى مانتو.
انظروا الآن كيف أن قاهر جميع هؤلاء المحاريين الألمان كان يتناسى أتعابه وانتصاراته أمام العاطفة المتأججة التي كان يقفها لامرأته، فقد كتب إليها من فيرون يقول: «إنني عدت أخيرا إلى الحياة يا معبودتي جوزيفين، فالموت أصبح بعيدا عني ولا يزال المجد والشرف في حنايا قلبي، لقد قهر العدو في أركول، وغدا نتلافى حماقة فوبوا الذي أهمل ريفولي، وبعد ثمانية أيام تصبح مانتو بين أيدينا فيتاح لي إذ ذاك أن أعطيك ألف برهان عن الحب المضطرم الذي يجول في عروق زوجك، أشعر الآن بتعب خفيف، وساعة تعود إلي الراحة أتجه إلى ميلان، لقد استلمت كتابا من أوجين وهورتانس، فهذان الولدان هما في أبعد ما يكون من اللطف.
لقد أسرنا خمسة آلاف رجل، وقتلنا ستة آلاف من الأعداء، إلى اللقاء يا معبودتي جوزيفين، تذكريني دائما، أما إذا وقفت عن حب آخيلك،
8
او إذا برد قلبك في حبه فتكونين هائلة جدا وغير عادلة، إلا أني لا أشك قط في أنك ستبقين دائما حبيبتي، كما أني سأبقى دائما حبيبك الحنون، والموت، الموت يستطيع وحده أن يحطم اتحادنا الذي كونه الحب والعاطفة والميل، ألف وألف قبلة كلفة.»
وفي 29 برومير (19 تشرين الثاني)، أي ثالث يوم معركة أركول، قدم القائد المنتصر إلى مجلس الشعب علما عن تلك الموقعة العظيمة قال: «كنا رأينا من الموافق إخلاء قرية أركول، وقد توقعنا أن يهاجمنا العدو في مطلع الصباح، عندما برز الفجر الأول بدت طلائع الحرب في جميع الجهات، وقيض لماسينا، الذي كان إلى اليسار، أن يشتت الأعداء ويطاردهم حتى أبواب كالديرو، وأتيح للقائد روبير، الذي كان في سد الوسط مع الفرقة الخامسة والستين أن يتعجل الأعداء بالحراب ويملأ بالجثث ساحة الحرب، فأشرت إلى المعاون فيال بأن يزحف على شاطئ الأديج مع فرقة من الجند ليحول ميسرة العدو، إلا أن هذا البلد ذو حواجز منيعة، فلم يستطع المعاون الشجاع، بالرغم من وثوبه إلى وسط المياه، أن يعمل عملا كافيا، واضطررت أن أصرف ليلة 26-27 في إلقاء الجسور على القنوات والبطاح، حتى تسنى للجنرال أوجرو أن يعبرها مع فرقته، في الساعة العاشرة من الصباح كنا مهيئين: الجنرال ماسينا إلى الشمال، والجنرال روبير في الوسط، والجنرال أوجرو إلى اليمين، فقاتل العدو فرقة الوسط بشدة هائلة حتى قمعها، عند هذا، سحبت الفرقة الثانية والثلاثين ووضعتها في كمين في الغابات، وفي حين أوشك العدو أن يحول ميمنتنا، خرج القائد غارادن من كمينه فأخذ العدو من ورائه وأعمل فيه ذبحا هائلا، أما ميسرة العدو فقد كانت محصنة في بطاح إلى ميمنتنا، فأشرت إلى الضابط هرقل بأن يختار خمسة وعشرين رجلا من رفاقه ويزحف بهم نصف فرسخ على شاطئ الأديج، وبعد أن يعمل دورة البطاح التي تحصن ميسرة الأعداء يهوي بسرعة عظيمة على ظهر العدو نافخا بأبواق عديدة.
अज्ञात पृष्ठ