तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
وقعت هذه الحرب في اليوم الحادي عشر من الشهر نفسه، وكانت فاتحة انتصارات القائد الجمهوري الذي أحب فيما بعد أن يجعلها «مصدر شرفه».
ووقعت حروب أخرى لم تكن إلا لتكسبه انتصارات، ففي الرابع عشر من هذا الشهر فاز في ميلليزيمو، وفي السادس عشر في ديغو، ثلاثة انتصارات في أربعة أيام كانت جوابا عظيما على منشور بوليو! وفي مساء موقعة ديغو، أدى بونابرت علما إلى مجلس الشعب عن أعماله المجيدة وخص بالثناء الرؤساء الذين كانوا تحت قيادته وهم جوبر، وماسينا، وأوجيرو، ومينار، ولاهارب، ورامبون، ولان؛ الذين أبلوا بلاء حسنا في تلك المواقع اللامعة، قال نابوليون: «لقد ربحنا في هذا النهار من سبعة إلى تسعة آلاف أسير بينهم ملازم عام وعشرون أو ثلاثون أميرالاي ... وأصيب الأعداء بعدد من القتلى يتراوح بين ألفين وألفين وخمسمائة رجل، سأطلعكم عن قريب على تفاصيل هذا العمل المجيد وعلى الرجال الذين امتازوا فيه بنوع خاص.»
في أثناء ذلك كتب الجنرال كوللي، قائد فرقة اليمين، إلى بونابرت يوسطه في رسول صلح يدعى مولين، وهو مهاجر فرنسي أوقف في ميرسيكو، ويهدده لمعاملته قائد الفرقة العسكرية برتيليمي، الذي أسره النمسويون، معاملة سيئة، فأجابه بونابرت: «إن المهاجر يا حضرة السيد، إنما هو ولد قاتل أباه وأمه لا يحمل خلقا يؤهله لأن يكون مقدسا، ولقد أساءوا إلى الشرف وإلى مراعاة حقوق الشعب الفرنسي، بإرسالهم السيد مولين ليفاوض في شروط الصلح، ثم إنك تعرف قوانين الحرب، فأنا لا أصدق أنك تهدد برتيليمي بالعذابات، وإذا كنت تخترق قوانين الحرب جميعها فتجيز لنفسك عملا فظيعا كهذا العمل، فاعلم أن جميع أسرى أمتك يعترضون عليك بأفظع ما في الثأر من الصرامة؛ إذ إنني أوفر لضباط بلادك الاحترام الجدير برجال الحرب البسلاء.» لم يكن تهديد بونابرت تهديدا باطلا؛ إذ إنه كان موقف قائد يعرف أن تحت تصرفه عددا كبيرا من الأسراء، ولقد رد على كوللي بهذا الجواب في الثامن عشر من شهر نيسان.
كانت نتيجة المواقع اللامعة التي اشتهر فيها جوبير وماسينا وأوجيرو، أن تجزأ أخريات الجيش العدو التي كان يقودها بوفيرا وتجبر على رمي سلاحها، وأن تهيأ انفصالات النمسويين والبييمونتيين، ويفتح في وجه جيوش الجمهوريين طريق ميلان وتورين المزدوج.
عندما بلغ القائد العام مرتفعات مونتيزيمو، التي شغلها أوجيرو يوم أرغم سيروريه كوللي على الخروج من معسكره، دل جيشه على القمم الفخورة التي كان الثلج يعلنها من بعيد، والتي كانت ترتفع كمنحدرات من الجليد جميلة فوق سهول بيينمونت الغنية، وقال لجنوده محدقا بنظره إلى تلك الجبال: «لقد اغتصب أنيبال
3
الألب، أما نحن فسنجول فيها كلها.»
في الثاني والعشرين فوز جديد، عبر نهر تانارو، ورفع متراس بيكوك، وأصبحت موندوفي ومخازنها تحت تصرف الجيش الجمهوري، وفي الخامس والعشرين أخذت شيراسك، وكان فيها مدافع، فعملوا على تقويتها بنشاط متواصل، وفي الثامن والعشرين عقدت فيها هدنة.
كان نابوليون، في الرابع والعشرين، قد أجاب الجنرال كوللي على رسالة أرسلها هذا إليه، بهذه الكلمات: «إن مجلس الشعب التنفيذي قد احتفظ لنفسه بحق المذاكرة في الصلح، إذن فيجب على مفوضي الملك سيدك أن يحضروا إلى باريس أو أن ينتظروا في جنوا المفوضين الذين قد تستطيع الحكومة الفرنسية أن ترسلهم إليها.
إن موقف الجيشين العسكري والأهلي يجعل كل توقيف بسيط مستحيلا، فمع اقتناعي بأن الحكومة ستمنح ملكك شروط صلح معتبرة، لا أقدر أن أوقف سيري استنادا إلى ظنون مبهمة، غير أن هناك وسيلة للوصول إلى غايتك، موافقة لمصالح بلاطك، وقد توفر هرق دم باطل معاكس للعقل ولقوانين الحرب: تلك الوسيلة هي أن تضع تحت تصرفي قلعتين من ثلاث قلاع كوني وألكسندري وتورتون، أترك الاختيار لك.»
अज्ञात पृष्ठ