तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
أصغوا إلي، واعدلوا عن الظلم الذي يحيط بي، وأرجعوا إلي إكرام المحبين للوطن ...
إذا بقي الأردياء، ساعة بعد الآن، مصرين على أخذ حياتي فإني أنبذها كما نبذتها مرارا قبل الآن ... أجل، إن الأمر الوحيد الذي يشجعني على احتمال أثقال حياتي هو أنها قد تكون مفيدة للوطن.»
فهذا الاعتراض الشرعي، الذي انطوى على كل ما في بساطة الكلام من العزة والفخر، دعا الممثلين إلى التبصر في أنهم ينهجون مع رجل ذي قدر سام وخلق كبير وأنهم يجب أن يقنطوا من إذلاله واضطهاده من غير أن يعرضوا نفوسهم إلى مقاومته الشديدة المتواصلة، فعقد ألبيت وساليستي والجنرال دو ميربيون مجلسا فيما بينهم ورأوا من الحكمة أن يلغوا حكمهم إلى حين، فقرروا إطلاق حرية الجنرال بونابرت، قائلين: «إن معارفه الحربية قد تكون مفيدة للجمهورية .»
في غضون ذلك كانت الرجعة الترميدورية قد دفعت إدارة الجمعية الحربية إلى قائد مدفعية قديم يدعى أوبري، وكان نابوليون قد رفع من العسكرية وعين قائدا للمشاة ليذهب إلى الفانده فيقوم بخدمته هناك، فعندما وصل إلى باريس، ساخطا على تغيير مهين بحقه، غير مستعد لأن يقف ذكاءه لحرب عقيمة، أسرع برفع اعتراضاته إلى الجمعية العسكرية فبين أفكاره بكثير من الحمية والشدة، إلا أن أوبري ظل صلبا وقال لنابوليون: «إنك فتى ويجب أن يفسح السبيل للقدماء ...» فأجاب نابوليون: «إن من يشهد ساحات الحروب تدهمه الشيخوخة عاجلا»، ولم يكن رئيس الجمعية قد شهد النار بعد.
على أن هذا الجواب البديهي الحاد أغاظ أوبري بدل أن يرضيه فأصر على البقاء فيما كان عليه، أما الضابط الفتى، الذي لم يكن أقل تشبثا منه في عزمه، فقد آثر العزل على الإذعان للظلم.
الفصل الثالث
إن من الغرابة أن يرى قاهر أوروبا في الغد موقفا في وسط ميدانه، معزولا، وممحوا من قائمة القواد الفرنسيين جبرا، بإشارة من ميرلن دو دوه، وبرليه، وبواسي دانكلاس، وكمبا سيريس الذين سيجيء يوم يتبارون فيه بألوان الحمية والتمليق لينالوا بسمة رضا واستحسان من الضابط الفتى الذي كانوا فيما مضى ينهجون معه نهجا سيئا.
إلا أنه وجد بين رجعيي الترميدور رجل، لم يشأ أن تبقى مناقب بونابرت العسكرية مهملة، تلك المناقب الممتازة التي أبرزها في طولون.
كان هذا الرجل بونتيكولان، خلف أوبري، الذي، من غير أن يعرض نفسه لتوبيخ الحزب السائد، وظف نابوليون في عمل خطط المواقع.
على أن هذا المركز الخامل الذي لم ينطبق على سجية محارب جدير بالمجد وإضرام الفتن، ما لبث أن اعتبر فوق استحقاق الضابط الفتى الذي كانوا يعملون على إتلاف حظه وحطم سلاحه، فاسترجع ده لامانش الذي ناب عن بونتيكولان في رئاسة الجمعية العسكرية تلك الأحقاد القديمة التي كان أوبري متخلقا بها، وفقد نابوليون كل نوع من أنواع الخدمة.
अज्ञात पृष्ठ