तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
أيها الجنود
إنني مسرور بكم! فلقد اخترقتم كل حاجز بما أوتيتموه من البسالة! لقد شتتم الجيش الروسي والبروسياني، الذي قاده الإمبراطور إسكندر وملك بروسيا، فأضفتم كوكبا جديدا إلى مجد نسوري، إذن فستوضع موقعة لوتزن فوق مواقع أوسترلتز ويينا وفرييدلان والموسكووا! ...
عندما قهر جيش إسكندر وفريدريك غليوم أسرع بالمرور إلى شاطئ الألب الأيمن.
في الحادي عشر من شهر أيار كان نابوليون مستوليا على دريسد، وفي اليوم التالي ذهب لملاقاة ملك السكس الذي دخل إلى عاصمته دخولا احتفاليا. وفي الثامن عشر منه خرج الإمبراطور من دريسد ليتجه إلى لوزاس فيتابع وقائعه، وما هي إلا أيام قلائل حتى قيض له انتصارات عديدة. في التاسع عشر من شهر أيار قاتل لوريستون الجنرال يورك في ويسي؛ في العشرين والواحد والعشرين ربح الإمبراطور بنفسه موقعتي بوتزن وورتشن، وفي الثاني والعشرين طارد الجنرال رينييه فرقة الحرس الروسية وشتتها على مرتفعات جبل ريشنباك. إلا أن هذه المعركة الأخيرة لم تنته إلا وقد حملت نابوليون خسارة أفظع من جميع الخسائر التي قاساها حتى اليوم؛ ففي نحو الساعة السابعة من المساء كان مرشال القصر الكبير دوروك يتحدث والمرشال مورتيه والجنرال كيرجنر، على مرتفع صغير يبعد مسافة كبيرة عن نيران العدو، فمرت رصاصة فتحت بطن دوروك وألقت الجنرال كيرجنر ميتا.
لم يكد الإمبراطور يبلغه هذا النبأ الموجع المشئوم حتى أسرع إلى دوروك، الذي كان لا يزال يتنفس بعد، فلما أبصر المرشال نابوليون بالقرب منه أخذ يده فضغط عليها وأدناها إلى شفتيه قائلا: «لقد وقفت حياتي لخدمتك، ولا آسف عليها إلا لأنها قد تفيدك بعد!» فأجابه الإمبراطور: «إن هناك حياة أخرى يا دوروك فستنتظرني فيها وسنجتمع يوما.» فقال دوروك: «أجل يا صاحب الجلالة، ولكن سيكون ذلك بعد ثلاثين سنة، عندما تنتصر على جميع أعدائك وتحقق آمال وطننا ... لقد عشت عيشة رجل شريف، فلا أوبخ نفسي على شيء، وأترك ابنة ستكون جلالتك أبا لها.» فتفطر قلب نابوليون لدى سماعه كلام دوروك وأخذ يده اليمنى بيده، وبقي ربع ساعة ورأسه مستند إلى يد رفيقه اليسرى من غير أن يقوى على التلفظ بكلمة، حتى قطع دوروك السكوت ليوفر بعض الآلام على روح الرجل العظيم، الذي بقي صديقه عندما أصبح مولاه، فقال له: «آه يا مولاي! اذهب! فهذا المشهد يؤلمك!» فأذعن نابوليون إلى هذا الرجاء الأخير وترك دوروك من غير أن يستطيع أن يقول له إلا هذه الكلمات: «وداعا إذن يا صديقي!» ولقد احتاج إلى الاتكاء على المرشال سول وكولنكور ليعود إلى خيمته، التي لم يشأ أن يقابل فيها أحدا طوال الليل.
في اليوم التالي، انتصر الجنرال رينييه انتصارا جديدا على الروسيين في معركة كورليتز، وفي الرابع والعشرين اغتصب المرشال ناي ممر نيس، وفي الخامس والعشرين، صباحا، كان على مسافة من كيس يستعد إلى دخول بونتزلو التي وصلها الإمبراطور في المساء.
مائتا ألف روسي وبروسياني ونمسوي، يقودهم إمبراطور روسيا وملك بروسيا وأمير شوارتزنبرج، كانوا يعبرون بوهيميا بسرعة عظيمة ليشنوا الغارة على السكس ويستحكموا على شاطئ الأيلب الأيسر، وكان مائة ألف رجل بقيادة بلوخر وساكن يتحركون في السيليزي، ومائة وعشرة آلاف رجل بينهم كتائب متطوعة تمثل الوطنية الجرمنية يزحفون على جميع الخطوط التي تصل هامبرج ببرلين لملاقاة الفرنسيين.
لم تكن الكتائب الغفيرة يوما من الأيام لتستطيع أن تقف في وجه الفرنسيين ما لم تشتت شملها الثورة الفرنسية التي يمثلها أبر أبنائها نابوليون بونابرت. لقد سعى الحلفاء سنين طوالا لقهر ذلك الجندي العظيم من غير أن يبلغوا منه لبانة، حتى لم يبق لهم من وسيلة إلا أن يستميلوا إليهم ولدين من أولاد تلك الثورة نفسها، فيتسللوا على يدهما إلى مداخل الفن العسكري والرقية الحربية اللذين شيدا عظمة أمهما فرنسا، ولقد أتيح للحلفاء ذلك؛ إذ إن مورو آثر أن ينضم إلى إسكندر روسيا ويتفيأ ظلال العلم الموسكوي في جيش بوهيميا الكبير على أن يبقى أمينا للعلم الفرنسي، وإذ إن برنادوت، كما جاء في الجريدة الرسمية «الميموريال»، سلم أعداء فرنسا مفتاح سياستها وعلمهم فن جيوشها ودلهم على طريق الأرض المقدسة.
كان برنادوت يقود جيش برلين! ...
ثم إن مورات أيضا كان على وشك أن يتمرد على أمانته ويفقد مجده، فلقد كتب على إحدى صفحات مستقبله أنه سيجحد ويخون المحسن إليه، صديقه وأخاه! إلا أن ساعة الخيانة والعار لم تكن قد حانت بعد، ففي الرابع عشر من شهر آب ظهر مورات مرة أخرى في ساحة الحرب في دريسد ليحارب أعداء نابوليون وفرنسا.
अज्ञात पृष्ठ