तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
لا تسل عن فرح إمبراطور النمسا الذي عانق صهره معانقة ملؤها الحب، وقال له إنه يستطيع أن يتكل على النمسا في انتصار المبدأ العام، وحذا ملك بروسيا حذوه فأكد لنابوليون صدق العلاقة الحميمة التي تجمعهما على مبدأ واحد.
لم تطل إقامة نابوليون في دريسد فإنه لم يفتأ أن اتجه إلى شواطئ النييمن مارا ببراغ حيث انفصل عن ماري لويز. وقبل أن يدخل في الموقعة زار كنيكسبرج ودانتزيك، وكان معه مورات وبرتيه.
في الحادي عشر من شهر حزيران ترك الإمبراطور دانتزيك، وأخذ طريق كنيكسبرج التي وصلها في اليوم التالي بعد أن استعرض في طريقه فرقة دافو، إلا أنه قبل أن يعطي إشارة العداء، أراد مرة أخرى أن يسعى لإيجاد الوفاق بينه وبين الإسكندر، فعهد إلى معاونه القائد لوريستيون بأن يجتهد للوصول إلى القيصر نفسه ويعبر له عن رغبته الشديدة في التفاهم مع صديقه في تلسيت وأرفورث، ولكن لوريستون لم يستطع أن يصل لا إلى الإسكندر ولا إلى وزرائه. فلما انتهى إلى نابوليون أن معاونه قد أهين لم يتردد بأن أعطى إشارة للتقدم إلى الأمام وعبور النييمن. قال: «إن المقهورين يتخذون لهجة القاهرين، فلا ريب أن القضاء قد استولى عليهم فدفعهم إلى ذلك، ألا فلتتم مشيئة القدر!» ونشر هذا النداء التالي المؤرخ عن معسكر ويلكورسكي:
أيها الجنود
لقد بدأت حرب بولونيا الثانية، أما الأولى فقد انتهت في فرييدلان وتلسيت؛ في تلسيت، أقسمت روسيا لفرنسا على اتحاد دائم معها وعداوة لإنكلترا. وهي تحنث اليوم بقسمها.
إن روسيا تسير مع القضاء! ويجب على مقدراتها أن تتم. ماذا؟ أتظننا قد قلقنا؟ ألم نبق جنود أوسترلتز؟ إنها لتوقفنا بين العار والحرب، إذن فلنزحف إلى الأمام! ولنعبر النييمن ونحمل الحرب إلى حدودها. ستكون حرب بولونيا الثانية مجيدة للجيش الفرنسي كما كانت الأولى، إلا أن الصلح الذي سنعقده إنما سيحمل الضمان المؤكد ويضع حدا لذلك التأثير المتعجرف الذي راضته روسيا منذ خمسين سنة في مسائل أوروبا.
كان الجيش الفرنسي المؤلف من ثلاثمائة ألف رجل مقسما إلى ثلاث عشرة فرقة مع استثناء الحرس. فعهدت الفرقة الأولى إلى دافو، والثانية إلى أودينو، والثالثة إلى ناي، والرابعة إلى الأمير أوجين، والخامسة إلى بونياتووسكي، والسادسة إلى كوفيون سن سير، والسابعة إلى رينيه، والثامنة إلى جيروم نابوليون ملك وستفالي، والتاسعة إلى فيكتور، والعاشرة إلى ماكدونلد، والحادية عشرة إلى أوجرو، والثانية عشرة إلى مورات، والثالثة عشرة إلى أمير شوارتزنبرج، أما فرق الحرس المختلفة فقد عهدت قيادتها إلى ثلاثة مرشالية هم: لوفيفر، ومورتيه وباسيير.
عندما اقترب هذا الجيش الهائل أخذ الروسيون بالتقهقر تاركين خط النييمن ليتجهوا إلى شواطئ الدنيبر والدوينا. أما نابوليون فتبعهم عن كثب. في الثالث والعشرين من شهر حزيران، الساعة الثانية صباحا، وصل الإمبراطور إلى نواحي كوونو فتنكر بقبعة وسترة بولونيتين تمكن بهما أن يطوف شواطئ النييمن لاكتشاف المكان الأنسب لمرور الكتائب؛ وكان الجنرال هاكسو يرافقه وحده في هذا الطواف. فلما لاحظ نابوليون أن النهر قد عمل دائرة بالقرب من قرية بونييمن عين هذه النقطة ليمر على الشاطئ الآخر، وفي مساء اليوم نفسه تحرك الجيش، وما هي إلا ساعتان من الزمن حتى بنى الجنرال أبله ثلاثة جسور عبر عليها الجيش طوال الليل؛ ولما انبثق الفجر كان الجيش الفرنسي قد مهد له مكانا على مسافة من النهر.
في السابع والعشرين منه وصل الإمبراطور إلى تحت أسوار ويلنا، وفي صباح اليوم التالي أخذ يستعد لهجوم عظيم. سوى أن الروسيين، بعد أن أطلقوا بعض المدافع ونسفوا جسر فيليا وأحرقوا المئونة التي معهم، تراجعوا بسرعة لدى دنو الجيش الفرنسي، وكان الإسكندر هو الذي أعطى إشارة التقهقر هذه. وفي الثامن والعشرين منه دخل نابوليون إلى ويلنا يحيط به البولونيون، الذين يقودهم الأمير رادزيويل، فاستقبله هتاف الشعب الذي كان ينظر إليه كمنقذه الوحيد.
أول ما قام به نابوليون عندما استولى على عاصمة ليتواني هو إعطاء هذه المقاطعة حكومة موقوتة مسلما زمامها إلى بينون الذي اشتهر بعد ذلك بكتابته «وصية نابوليون» و«القضاء الوطني» و«تاريخ المداولة الفرنسية». لا تسل عن التأثير الحسن الذي سببه في ليتواني عبور الجيش الفرنسي نهر النييمن؛ فإن الشعب البولوني اهتز طربا في جميع الجهات، ورفع النسر الأبيض على جميع المراكز، وقام جميع الكهنة والأشراف والفلاحين والنساء يطلبون استقلال أمتهم.
अज्ञात पृष्ठ