तारीख नेपोलियन बोनापार्त
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
शैलियों
في الثاني عشر منه كان الجيش الفرنسي على أبواب لبزيك ومعسكر الإمبراطور في جيرا. إلا أن نابوليون، الذي كان يعمل على أن يبعد عنه مسئولية الحرب ويثبت لفرنسا وأوروبا أنه لم يفتأ يعمل على حفظ السلام، كتب من جيرا جوابا على رسالة ملك بروسيا لم يلبث أن شاع في أوروبا. نأخذ منه هذه المقاطع المهمة: «أخي، تلقيت في السابع من هذا الشهر كتاب جلالتك المؤرخ في الخامس والعشرين من شهر أيلول. لا يمكن جلالتك أن تتصور الأسف الذي استولى علي ساعة قرأت توقيعها لتلك الرسالة القادحة. أما إني لا أجيب عليها إلا لأؤكد لها أنني لم أعز إليها ما جاء فيها: إن جميع ما تضمنته إنما هو معاكس لسجية جلالتك وشرفها، ثم إنني أشفق على كاتبي مثل تلك الرسالة وأعف عنهم. ولقد استلمت عقيب هذه حاشية وزيرك التي ضربت لها ميعادا في الثامن منه، ولم أجد بدا من البر بكلامي؛ شيم الفوارس تقتضي ذلك، وها أنذا في وسط السكس، ولدي قوى تضمن لي النصر الأكيد. ولكن، فيم هرق الدم؟ ولأي قصد؟ إنني أخاطب جلالتك بمثل ما خاطبت الإمبراطور إسكندر قبل معركة أوسترلتز ... فيم نترك السبيل لإفناء شعبنا؟ إنني لن أقدر قدر النصر الذي يشترى بحياة أولادي. إن جلالتك لسوف تغلب، يا صاحب الجلالة، سوف تنزل النكبات على راحتها وشعبها، من غير أن يكون لها طيف حجة في ذلك. إن جلالتك اليوم لسليمة، إذن فهي تستطيع أن تتداول معي بشكل موافق لمقامها؛ ولكن مداولتها بعد شهر ستكون غيرها اليوم ... إنني قد أثير في رسالتي هذه نوعا من التأثر السلطاني، إلا أن الظروف لا تتطلب مراعاة قط. ألا فلتأمر جلالتك الأردياء والمتغفلين الذين يحيطون بها أن يصمتوا أو يخلدوا إلى السكينة أمام مشهد عرشها، ولتعمل على راحتها وراحة ولاياتها ...»
لم يخطئ الإمبراطور بقوله إن رسالته قد تثير في ملك بروسيا التأثر السلطاني، ولقد قرأ في صفحات المستقبل تلك الحقيقة التي جعلته يعلن إلى هذا الأمير «أن جلالته ستغلب». بعد مرور يومين تلاشى الجيش البروسي في ساحات يينا، وفي الخامس عشر من شهر تشرين الأول كانت مذكرة الجيش الكبير الخامسة، التي كتبت في ساحة القتال، تتضمن تفاصيل تلك المعركة الدموية الهائلة!
معركة يينا
إن معركة يينا قد غسلت عار روسباك ووضعت حدا، في سبعة أيام، لحملة سكنت تسكينا تاما ذلك الجنون الحربي الذي استولى على عقول البروسيين.
أراد ملك بروسيا أن يشرع بالقتال في التاسع من شهر تشرين الأول بالزحف إلى فرانكفور بميمنته، وإلى ورتزبورج بوسطه، وبميسرته إلى بنبرج، وكانت جميع فرق جيشه مهيأة لتنفيذ هذه الخطة، إلا أن الجيش الفرنسي، الذي انحرف إلى طرف ميسرته، وجد نفسه بعد أيام قلائل في سآلبورج، ولوبنسثن، وشليز، وجيرا، ونومبورج. أما الجيش البروسي فقد صرف أيام التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر من الشهر في جمع فرقه كلها، وفي الثالث عشر برز للقتال بين كابلسدورف وأورستيد يدعمه مائة وخمسون ألفا من الرجال.
وفي الساعة الثانية بعد ظهر هذا النهار وصل الإمبراطور إلى يينا، فأبصر من على مرتفع تشغله الصفوف الأولى من الجيش، استعدادات العدو الذي كان يتدرب للمصادمة في الغد واغتصاب منافذ السآل
1
العديدة. كان العدو يحاصر طريق يينا إلى ويمار، معتقدا أن الفرنسيين لا يستطيعون الولوج إلى السهل إلا باغتصاب هذا الممر.
استلم المرشال دافو أمرا بالولوج من نومبورج ليحاصر معابر كسن فيما إذا أراد العدو أن يزحف إلى نومبورج، أو بالانحدار إلى أبولدا ليأخذه من ورائه، فيما إذا بقي في المركز الذي هو فيه.
وأمرت فرقة المرشال أمير بونت-كورفر (لقب منحه نابوليون للمرشال برنادوت) بالولوج من دورنبورج لتهوي إلى العدو من ورائه. أما فرقة الخيالة الضخمة، التي لم تكن بعد قد لحقت بالجيش، فلم تتمكن من اللحاق به إلا قبيل الظهر، وأما خيالة الحرس الإمبراطوري فقد كانت على مسافة ست وثلاثين ساعة بالرغم من السير الشاق الذي قامت به منذ سفرها من باريس.
अज्ञात पृष्ठ