مشى الدويش بإخوانه من الصبيحية وعددهم أربعة آلاف، فيهم خمسمائة خيال: «خيال التوحيد أخو من طاع الله.»
وكان سالم قد وزع قواته كلها نحو ثلاثة آلاف من الرجالة والخيالة في حصون الجهرى وبساتينها.
جاء الإخوان من الجنوب الشرقي فأشرفوا على الجهرى في 26 محرم / 11 أكتوبر، من رأس منحدر لا صخرة فيه ولا شجرة (1339ه / 1920م) جاءوا على عادتهم في الصباح وانحدروا كالسيل إلى البساتين تحت وابل من الرصاص، فكانت بنادق المدافعين المحصنين تحصدهم بالعشرات والمئات وهم يتقدمون مستبسلين مستشهدين.
ساعة من هذا الهجوم تلاها ملحمة كانت على جيوش ابن الصباح موتا أحمر ففر من نجا، ودخل الإخوان الجهرى فاستولوا عليها وعلى حصونها.
أما الشيخ سالم فكان قد تقهقر بقوة من جيشه إلى قصر خارج البلد شرقا منها، فتعقبه الدويش وحاصره فيه يومين كانا شبه هدنة للمفاوضات.
2
وكان سالم في ذاك الموقف الثعلب والدويش الذئب.
قال الذئب: «تعال كن معنا ومنا - كن موحدا - ونظف بيتك من الشرك والمنكرات، فلك إذ ذاك ما لنا وعليك ما علينا.»
فقال الثعلب: «وهل يرفض مثل هذه النعمة إلا الأحمق. إني والله منكم، خيال التوحيد أخو من طاع الله، ولكن في بيتي ما يقتضي رجوعي إليه قبل أن أجيئكم. انتظروني في الصبيحية.»
صدق الدويش وقفل راجعا إلى الصبيحية بعد أن قتل في تلك الوقعة نحو خمسمائة من رجاله وثلاثمائة من رجال الكويت. وما ذلك بشيء في نظره إذا «دينت» الكويت وصاحبها.
अज्ञात पृष्ठ