तारीख नजद हदीस

अमीन रिहानी d. 1359 AH
166

तारीख नजद हदीस

تاريخ نجد الحديث وملحقاته

शैलियों

أما تربة فسكانها من عرب البقوم، وفيها مثل الخرمة عدد من الأشراف يملكون أكثر أرضها، وكلهم بدو وحضر وعبيد من أتباع ابن سعود منذ أيام سعود الأول. بيد أن قسما منهم انضموا إلى جيش الحجاز في الحرب العظمى، ثم انقلبوا على الحسين لأسباب دينية ومالية فآلى على نفسه تأديبهم، ولم يتمكن من ذلك إلا بعد أن انتهت الحرب.

ومع أن تربة قرية لا يتجاوز عدد سكانها الثلاثة آلاف فهي ذات أهمية؛ لأنها في الطريق إلى الطائف. هي باب الطائف من الوجهة النجدية، وحصن الطائف من الوجهة الحجازية. ويتبع تربة «سهل شرقي» إلى الشمال الشرقي من مستنقعات البقوم، وعدد سكانها ثلاثة آلاف من البادية، وحول هاتين القبيلتين السبيع والبقوم وقراهما تسرح وتمرح قبيلة عتيبة الكبيرة.

نعود الآن إلى الجيش الزاحف إلى تربة، فقد بالغ الرواة في تقديره، فقال بعضهم: إنه كان مؤلفا من سبعة آلاف من النظام وثمانية آلاف من البدو. أما الحقيقة فهي أنه لم يتجاوز كله السبعة آلاف، منهم ألفان من النظام والباقي من البدو.

ولكنه كان كافيا لغرض الأمير، فقد دخل تربة بدون قتال يذكر، دخلها في 24 شعبان؛ أي بعد يوم واحد من الكتابة إلى ابن سعود (1337ه / 1919م)، والذي مكنه من ذلك هو أنه كان قد استخدم بعض عربان البقوم في جبل حضن؛ ليدخلوا البلدة مدعين أنهم جاءوا يحذرون أهلها من الأمير ويستنهضونهم على محاربته، بل قالوا للمدافعين إنهم جاءوا يحاربون معهم، فأنزلوهم في الحصون مع من تحصنوا فيها، فما لبثوا أن انقلبوا عليهم فاستولوا على أسباب الدفاع وصاحوا بالناس: الملك للشريف!

وفي تلك الساعة في صباح الرابع والعشرين من شعبان (24 مايو 1919) دخل الأمير بجيشه فصادف لأول الأمر بعض المقاومة، فأمر بإطلاق المدافع والرشاشات على المقاومين، فتشتتوا ثم فروا هاربين إلى الحرة جنوبي البلد .

دخل الأمير ظافرا فوزع جيشه في جوار تربة وحولها، وكانت ساعة لرجاله إباحية فنهبوا البلدة وأفسدوا فيها ما شاءت الشهوات والأهواء. وقد أمر في ذاك اليوم بقتل بعض المشايخ واثنين من التجار النجديين وبمصادرة أموالهم، ثم كتب من مخيمه في الجهة الغربية إلى رؤساء البادية في تلك النواحي خصوصا في رنية، يخبرهم بما حل بتربة، ويهددهم بمثل ذلك إذا كانوا لا يجيئونه طائعين صاغرين. ومن هذه الكتب الكتاب التالي:

قيادة الجيوش العربية الشرقية

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الله ابن أمير المؤمنين الحسين بن عون إلى المكرم فيحان بن صامل.

أما بعد، فإني أحمد الله إليكم ... ثم أخبرك بأنا وفقنا الباري - سبحانه وتعالى - فأطفأنا نار الخارجة التي في تربة ومزقناها كل ممزق، وضربنا أعناق أرباب الزيغ والنفاق ومن جملتهم الطعامة وابن مسيب نزيل قريتكم. وإن هذه الفتنة التي أثارها خالد بن منصور بلا لازم ينعاه، أو حق يطلبه وأدخلكم فيها، نأمركم بتركها والإسراع بالركوب إلينا وكف كافة سبيع أهل رنيه، بدو وحضر، عن الاستمرار فيها. ونأمركم بجلب شيوخ الزكور (قبيلة من القبائل) معكم إلينا في ست ليال للاستئمان من سطوتنا. وإن لم تفعلوا فسأميل ميمنة البيرق المنصور عليكم مستعينا بالله تعالى مستنجدا عظيم قدرته. ولا تكتم إنذاري هذا عن كل صغير وكبير؛ لأني سأسألك عنه حين لا تنفعك الندامة، والسلام على من اتبع الهدى.

अज्ञात पृष्ठ