لحق به ابن سعود فتناوش الفريقان مرارا دون أن يتمكن بعضهم من بعض. على أنه في إحدى الغارات كبت فرس عبد العزيز فوقع وقعة مشئومة، فكسر عظم في كتفه اليسرى وأغمي عليه.
وكان فيصل الدويش قد جاء ابن الرشيد فزعا فأنزل أهله الطرفية
2
وتقدم بخيامه ورجاله إلى بريدة، فلما دنا من عسكر ابن سعود خرجت إليه سرية فنازلته وهزمته، فقتلت عددا من رجاله وغنمت كثيرا من الإبل، ثم تقفت من تقهقروا وهجمت بعد ذلك على الطرفية فذبحت أهل الدويش واستولت على البلد.
أما عبد العزيز فعاد بعد وقعته يتبع السرية التي هزمت الدويش، فوصل العصر إلى الطرفية وعسكر فيها، ولم يشعر حتى الليل بألم في كتفه شديد حرمه النوم وأقعده.
دعا قواده وهو في تلك الحال فخاطبهم قائلا: «ابن الرشيد وأهل بريدة هاجمون عليكم هذه الليلة فتأهبوا وكونوا متيقظين. بثوا الحرس والكشافة في الطرق، وحصنوا القصر.»
وكان قد انتصف الليل عندما جاء رجل من بريدة يقول: إن ابن الرشيد ورجاله قد خرجوا وهم يريدون المهاجمة.
لم ير القائد الذي بلغه الخبر أن يزعج عبد العزيز به وهو في تلك الحال، خصوصا وأن الجيش كان مستعدا للدفاع.
ولكن أمرين أفسدا ذاك الاستعداد؛ فقد تأخر ابن الرشيد فنامت الجنود، وقد سلك إلى الطرفية طريقا غير الطريق المعروفة، فلم يشعروا إلا وهو ورجاله في وسط المعسكر.
هجمت البادية من جهة عليه، وهجم أهل بريدة من الجهة الأخرى، وهم يبغون احتلال القصر، ولكن الحرس أفاقوا الحامية فصادمتهم وصدتهم عن الدخول.
अज्ञात पृष्ठ