तारीख नहव अरबी
تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
शैलियों
لكل حكم نحوي عامل.
إذا لم يكن العامل ظاهرا فهو مضمر.
لكل حكم نحوي علة.
تسقط كلمة أو أكثر بشرط ألا تتأثر الصياغة أو المعنى.
مؤكد أنني أشعر بضعف صياغة هذه البدهيات، وبمقدار تداخلها، وتعقيداتها في التراث النحوي العربي. وهي تعقيدات لن أتوقف عندها؛ فما أريد قوله هو أن المفاهيم المؤسسة للنحو العربي هي التي مكنت القول ببدهيات النحو العربي، وقد تعرضا إلى تحد كبير من ابن مضاء. ظهر هذا التحدي بعد وقت طويل من تأليف كتابه «الرد على النحاة»؛ حيث أثار صدوره محققا من قبل شوقي ضيف الرغبة في أن يتخلى النحو عن المفاهيم المؤسسة والبدهيات أو على الأقل مراجعتها.
إن من يقرأ كتاب «الرد على النحاة» يعرف أن ابن مضاء لم يكن غريبا عن النحو العربي. وما يثير الإعجاب حقا هو خبرته بالتراث النحوي إلى حد أنه اختار بحصافة ما يهاجمه منه. من هذا المنظور فكتابه يؤكد أن ما اقترحته على أنها بدهيات ومفاهيم مؤسسة للنحو العربي هي بالفعل كذلك، فتفكيك قضية ما أو تدميرها يجب أن تستهدف فيها بدهياتها ومفاهيمها المؤسسة.
ما الذي شغل ابن مضاء في كتابه؟ سأتجاوز لغة السجال لأتوقف عند فكرة، هي أن ابن مضاء شعر بأن النحو العربي فقد براءة وبساطة بدهياته ومفاهيمه المؤسسة، وأن هناك طرقا إلى المعرفة النحوية أسهل مما آلت إليه مفاهيم النحو وبدهياته المؤسسة. وقد ركز الكتاب على هذه الفكرة، وهو يعالجها تقريبا بشكل تفصيلي. وكما هو معروف فإن الكتاب مستوحى من المذهب الظاهري، ويعكس وجهة نظره في التمسك بحرفية النصوص وإلغاء القياس واستبعاد العلل.
هل قبل النحاة كتاب الرد على النحاة أم رفضوه؟ بالإمكان أن نتجنب كلا الموقفين؛ ذلك أن تحدي ابن مضاء بدهيات النحو ومفاهيمه المؤسسة كان يمكن أن يدفعهم إلى أن ينظروا بجدية إلى المفاهيم والبدهيات التي هاجمها. ما تحداه ابن مضاء وأراد هدمه هو أهمية هذه المفاهيم والبدهيات في علم النحو، لا سيما في صورتها الأبسط والأبعد عن التعقيد.
وعلى أي حال؛ لن أعيد هنا إنتاج حجج ابن مضاء في الاستغناء عن العلل الثواني والثوالث؛ إنما سألفت النظر إلى أن ابن مضاء قبل المفهوم البسيط منها؛ أعني أنه قبل العلل الأولى؛ وهو قبول لمفهوم أمثل به لما عنيته هنا بالمفهوم النحوي في صورته الأبسط والأبعد عن التعقيد.
المفاهيم الموجهة للنحو العربي
अज्ञात पृष्ठ