كتاب قوى العقاقير، ومنافعها، ومضارها.
وكان في زمن عمر بن عبد العزيز، وتولى له، ولمروان ترجمة الكتب الطبية من اليونانية إلى العربية، وكان سريانيا يهودي المذهب، وترجم ماسرجويه الجزء الثاني من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس وهو ست مقالات وأصلحه حنين (كتاب ذكر ما ترجمه حنين من كتب جالينوس ص30
Hunein ibn lshac, uber die syrischen und arabischen Galen-ubersetzungen, Leipzig 1925 P. 23, N 53 .
في الدولة العباسية
فلما ذالت الدولة الأموية (من سنة 40-132ه) وصرف الله الملك إلى الدولة العباسية، كان أول من عني منهم بالعلوم الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور (حكم من سنة 136 إلى 158ه) وكان في أيامه البطريق المترجم، فأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة؛ وله نقل كثير جيد إلا أنه دون نقل حنين بن إسحاق، قال ابن أبي أصيبعة (ص205 أول): وقد وجدت بنقله كتبا كثيرة في الطب من كتب أبقراط وجالينوس.
وفي زمن هارون الرشيد، كان من الأطباء المترجمين، أبو زكريا يوحنا بن ماسويه، كان طبيبا ذكيا فاضلا، خبيرا بصناعة الطب، وله تصانيف مشهورة، وكان يوحنا بن ماسويه مسيحي المذهب، سريانيا قلده الرشيد ترجمة الكتب القديمة، مما وجده بأنقرة وعمورية، وسائر بلاد الروم، ووضعه أمينا على الترجمة، وخدم يوحنا بن ماسويه الخلفاء من لدن هارون الرشيد إلى أيام المتوكل (أي خدم الأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل). وتوفي بسر من رأى يوم الاثنين لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة 243ه في خلافة المتوكل، وله من الكتب كتاب في تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها
De L’emploi el de La correction des medicaments purgatifs . (منه نسخة في أكسفورد).
فلما أفضيت الخلافة إلى الخليفة السابع المأمون بن هارون الرشيد، تمم المأمون ما بدأ به جده المنصور، فأقبل على طلب العلم من مواضعه، واستخرجه من معادنه، فداخل ملوك الروم، وسألهم صلته بما لديهم من كتب العلم، فبعثوا إليه بما حضرهم من كتب أفلاطون، وأرسطاطاليس، وأبقراط، وجالينوس، وغيرهم، واستجاد لها مهرة التراجمة فترجمت له على غاية ما أمكن من الإحكام، فقامت دولة الحكمة في عصره، وتنافس أولو النباهة في العلوم، لما كانوا يرون من إخصائه لمنتحليها، واختصاصه لمتقلديها، فكانوا ينالون عنده المنازل الرفيعة، والإنعامات الوفيرة فأتقن جماعة من ذوي الفنون كثيرا من علومهم، وسنوا منهاج الطب، وعنوا بالنبات والأدوية المفردة.
وإنا لذاكرون من عرف في الدولة العباسية بمعرفة النبات وألف فيه وفي المفردات الطبية.
فممن اشتهر بنقل كتب النبات إلى العربية، إصطفن بن بسيل
अज्ञात पृष्ठ