وأما البخاشعة (نسبة إلى بختيشوع) فلهم كثير من الكناشات، ثم انتقلت الصناعة إلى الإسلام، وأول واضع فيها الكتب من هذا القسم الإمام محمد بن زكريا الرازي، ثم مولانا الفرد الأكمل الحسين بن عبد الله ابن سينا رئيس الحكماء فوضع الكتاب الثاني من القانون، وهو أول من مهد لكل مفرد سبعة أشياء، ثم أخل بالأغلب إما لاشتغال باله أو لعدم مساعدة الزمان له، ثم ترادفت المصنفون على اختلاف أحوالهم فوضعوا في هذا الفن كتبا كثيرة، من أجلها مفردات ابن الأشعث، وأبي حنيفة الدينوري، والشريف، وابن الجزار، وابن الصائغ، وجرجس بن يوحنا، وأمين الدولة ابن التلميذ، وابن البيطار، وصاحب ما لا يسع، وأجل هؤلاء الكتاب الموسوم بمنهاج البيان صناعة، الطبيب الفاضل يحيى بن جزلة، فقد جمع الأهم من قسمي الإفراد والتركيب في ألطف قالب وأحسن ترتيب، وأظن أن آخر من وضع في هذا الفن الحاذق الفاضل محمد بن علي الصوري، وكل من هؤلاء لم يخل كتابه مع ما فيه من الفوائد، عن إخلال بالجليل من المقاصد، كالتكرار من جهة الأسماء كذكرهم القطلب
Arbutus unedo
في محل وقاتل أبيه في محل، وكلاهما واحد.
ولقد ترجمنا هؤلاء مع غيرهم من الحكماء في طبقاتنا وذكرنا ما اشتملت عليه كتبهم، ونحن إن شاء الله ذاكرون في هذا الباب والذي يليه ما أغفله أهل هذه الصناعة، وما حدث من الأدوية والتجارب لهم ولنا إلى يومنا هذا وهو مفتتح ربيع الآخر من شهور سنة 797ه.
والباب الثالث من التذكرة يتضمن ذكر المفردات والقرابادنيات، أعني التراكيب المنوعة مفصلا مرتبا على حروف المعجم.
في مصر
ذكرنا في الفصل السابق العلماء الذين اشتغلوا بالنبات، والتأليف فيه، والترجمة عن الأمم الأخرى في بلاد العراق والشام، والآن نكتب في العلماء الذين دونوا هذا العلم، وصنفوا فيه في مصر ، على أن كثيرا ما يتنقل العلماء من بلد إلى أخرى إما للبحث والتنقيب، أو لأن الإقامة تطيب لهم فيها بما كانوا يصادفونه من ترحيب الخلفاء والملوك والرؤساء بهم وإكرامهم لهم، ثم اتصال هؤلاء العلماء بهم، وتقربهم منهم، على أننا نعد العالم الذي يمضي أكثر حياته في بلد ويقضي فيها من هذا البلد. (1) في الدولة الإخشيدية
كان في الدولة الإخشدية بمصر ممن ألف في النبات: (1-1) أبو الفرج البالسي (طبيب الإخشيد): (المغرب في حلي المغرب لأبي سعيد ص36 - طبعة ليون): كان إذا قدمت المائدة إلى الإخشيد يقف في طريق الطعام فيشرف على كل لون يقدم فيرد ما يرى رده ويصلح ما يراه. وكان طبيبا فاضلا (أصيبعة ج2 ص86) متميزا في معرفة الأدوية المفردة وأفعالها، وله من الكتب: (1)
كتاب التكميل في الأدوية المفردة، ألفه لكافور الإخشيد. (2) في الدولة الفاطمية (2-1) التميمي
AL-Tamaymi (ت نحو 390ه/1000م)
अज्ञात पृष्ठ