وقد حج سنة (٩٠٨ هـ)، وأقام بمكة نحو شهر، ملازمًا للتلاوة والعبادة، ثم انقطع بعد انفصاله عن القضاء بالمسجد الأقصى يدرس ويفتي ويؤلف (١).
* * *
* شُيُوخهُ:
١ - والده الخطيب، الفقيه، المحدث، قاضي القضاة، شمس الدين، محمد بن عبد الرحمن بن محمد العمري العليمي
ولد بمدينة الرملة سنة (٨٠٧ هـ)، وولي قضاءها سنة (٨٣٨ هـ)، ولم يعلم أن حنبليًا قبله وليها في هذه الأزمنة، ثم ولي قضاء القدس، والخليل، وصفد، وباشر نيابة الحكم بدمشق، وكان صحيح الاعتقاد، متبعًا للسنة، ينكر على المبتدعة وينافرهم، ويصرح في خطه - في كثير مما يكتبه - بالتبرؤ إلى الله تعالى ممن يعتقد خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، ولا يرى الكلام في علم الكلام، ويرى التسليم أسلم.
توفي بالطاعون سنة (٨٧٣ هـ) بالرملة (٢).
_________
(١) انظر: "السحب الوابلة" (ص: ٥١٧ - ٥١٨).
(٢) انظر: "الأنس الجليل" (٢/ ٢٦٢)، و"المنهج الأحمد" (٥/ ٢٦٢)، و"الدر المنضد" (٢/ ٦٦٤) ثلاثتها للمؤلف ﵀ ولم يُشِر فيها إلى أنه والده، وكذا لم يشر إلى ذلك عندما ترجم له في كتابه هذا - أعني: "التاريخ المعتبر" - (٣/ ٢٧١) من مطبوعتنا. وهو عجيب وقوعه عند المصنفين. وانظر: "السحب الوابلة" لابن حميد (ص: ٩٣٢).
مقدمة / 16