तारीख मिस्र मिन फथ उथमानी
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
शैलियों
أول من ولى العثمانيون على مصر من الولاة «خير بك»؛ ولاه السلطان سليم مكافأة له على مساعدته في فتح مصر والشام، وبقي في منصب الولاية أكثر من خمس سنوات كان فيها مكروها من جميع الرعايا المسلمين؛ فقرب منه اليهود والنصارى وأخذ يناصرهم، فلم يغن ذلك عنه شيئا، ولما ازداد كربه من الحياة أفرج عن كثير من مسجوني القاهرة، ووزع كثيرا من المال والخيرات على المساكين وخدمة المعاهد الدينية، وقد أبدى أسفه الشديد وهو في سياق الموت على ما فرط منه، ودفن بمسجده الذي بناه بالتبانة بالقرب من باب الوزير بجهة الخيربكية المسماة بهذا الاسم نسبة إليه.
وخلفه «مصطفى باشا» زوج أخت السلطان سليمان القانوني، وهو أول من لقب بلقب باشا من ولاة مصر، وكان لا يعرف العربية، ولا يظهر شيئا من الحفاوة للوافدين عليه والمهنئين له من أهل البلاد.
ولم يمض عهد طويل بعد الفتح حتى ظهر فضل احتياط السلطان سليم لتقييد سلطة الوالي، فإن الوالي الثالث «أحمد باشا» هم بعمل ما كان يخشى منه؛ إذ أراد الاستقلال بملك مصر؛ فأمر بضرب السكة باسمه، والدعاء له في الخطبة، ولكنه لم يلبث أن قبض عليه وأرسل رأسه إلى القسطنطينية بعد أن علق على باب زويلة.
على أن تاريخ مصر في القرنين الأولين من الفتح العثماني ليس به شيء من الأخبار الممتعة، ولا يشتمل غالبا على غير سلسلة من الولاة لا يكاد الواحد منهم يعين حتى يعزل، منهم نفر قاموا بتشييد بعض المساجد والمدارس، ومنهم من لم يشتغل بشيء سوى التزود من المال قبل أن تنقضي مدة ولايته. ومع ذلك كان ولاة القرن الأول وأكثر الثاني في العدل وضبط الأمور خيرا ممن أتى بعدهم.
ومن أعظم الولاة العاملين في ذلك العصر «سليمان باشا»؛ نصب على مصر سنة (931ه/1525م)، فاهتم بالنظر في أحوال البلاد وإصلاح ما فسد منها، فعين مأمورا لمسح الأراضي، ورتب الضرائب على أحسن نظام، واستحدث دفاتر جديدة لأعمال الحكومة، وشيد كثيرا من المباني النافعة. وفي مدة ولايته كثر تعدي سفن البرتقال على بلاد البحر الأحمر وسواحل الهند حتى قطعت المواصلات التجارية بين مصر وتلك الجهات؛ فاستغاث «درشاه» حاكم «كجرات» بالسلطان سليمان القانوني، فأصدر السلطان أمرا إلى سليمان باشا بإنشاء أسطول بالديار المصرية والخروج به إلى البحر الأحمر لكسر شوكة البرتقال؛ فجهز سليمان باشا الأسطول وشحنه بالجيوش وأقلع به من السويس سنة (944ه/1538م)، فاستولى على «عدن»، ثم توجه إلى بلاد الهند، فالتحم مع البرتقال في المياه الهندية في موقعة عظيمة كان النصر فيها للبرتقال بالرغم مما بذله سليمان باشا من الجهد العظيم.
وكانت ولاية مصر قد أسندت أثناء اشتغال سليمان باشا بأمر حملة الهند إلى «خسرو باشا» سنة (941ه/1535م)، فأتم الإصلاحات التي بدأها سليمان باشا، ثم زاد في مقدار الجزية التي ترسل للدولة، فاستدعي إلى الأستانة مخافة أن يكون قد أحدث ضرائب جديدة تضر بالبلاد، ولما عاد سليمان باشا إلى مصر تسلم مقاليد الأمور ثانية، وبقي واليا عليها إلى ان استدعي إلى الأستانة وأسند إليه مسند الصدارة العظمى بها.
ثم تتالت الولاة على مصر حتى وليها «سنان باشا» سنة (975ه/1567م)، فأخذ يتصرف في شئون البلاد بحكمة وتدبر، وبعد تسعة أشهر وردت عليه الأوامر السلطانية بأن يستعد لفتح بلاد اليمن واستخلاصها من «الزيديين»
5
فجهز جيشا، وخرج به من مصر سنة (976ه/1568م) بعد أن أناب عنه في الولاية «إسكندر باشا»،
6
अज्ञात पृष्ठ