तारीख मिस्र हादिथ
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
शैलियों
وإن أبيتم فليس بيننا وبينكم إلا المحاكمة بالسيف حتى نموت عن آخرنا أو نصيب ما نريد منكم. هذا ديننا الذي ندين الله تعالى به، ولا يجوز لنا فيما بيننا وبينه غيره فانظروا لأنفسكم.»
فأعظم المقوقس ذلك، وقال: «هذا ما لا يكون أبدا ما تريدون إلا أن تتخذونا عبيدا ما كانت الدنيا.»
فقال عبادة: «هو ذاك فاختر لنفسك ما شئت.»
فقال: «أفلا تجيبونا إلى غير هذه الثلاث الخصال.»
فرفع عبادة يديه إلى السماء، وقال: «لا ورب هذه السماء ورب هذه الأرض ورب كل شيء ما لكم عندنا خصلة غيرها فاختاروا لأنفسكم.»
فالتفت إذ ذاك المقوقس إلى أرباب مجلسه، فقال: قد فرغ القوم، فما تريدون؟ فقالوا: «أيرضى أحد بهذا الذل؟ أما ما أرادوا من دخولنا في دينهم فهذا لا يكون ابدا أن نترك دين المسيح ابن مريم وندخل في دين غيره لا نعرفه، وأما ما أرادوا أن يسبونا ويجعلونا عبيدا فالموت أيسر من ذلك، فلو رضوا أن نضاعف لهم ما أعطيناهم مرارا كان أهون علينا.»
فقال المقوقس لعبادة: «قد أبى القوم، فما ترى؟ فراجع أصحابك على أن نعطيكم في مرتكم هذه ما تمنيتم وتنصرفون.»
فقال عبادة وأصحابه: «لا.» فقال المقوقس لأصحابه: «أطعيوني وأجيبوا القوم إلى خصلة من هذه الثلاث فوالله ما لكم بهم طاقة، ولئن لم نجبهم إليها طائعين لنجيبنهم إلى ما هو أعظم كارهين.»
فقالوا: «وأي خصلة نجيبهم إليها» قال: «إما دخولكم في غير دينكم فلا يسلم أحدكم به، وإما قتالهم فأنا أعلم أنكم لن تقدروا عليهم ولن تصبروا صبرهم، ولا بد من الثالثة» قالوا: «فنكون لهم عبيدا أبدا؟» قال: «نعم تكونون عبيدا مسلطين في بلادكم آمنين على أنفسكم وأموالكم وذراريكم، فأطيعوني قبل أن تندموا.» فرضوا بالجزية على صلح يكون بينهم يعرفونه.
فقال المقوقس لعبادة: «أعلم أميرك أني لا أزال حريصا على إجابتك إلى خصلة من تلك الخصال التي أرسل إلي بها فليعطني أن أجتمع به أنا في نفر من أصحابي، وهو في نفر من أصحابه؛ فإن استقام الأمر بيننا تم ذلك جميعا، وإن لم يتم رجعنا إلى ما كنا عليه.»
अज्ञात पृष्ठ