तारीख मिस्र हादिथ

जुर्जी ज़ैदान d. 1331 AH
209

तारीख मिस्र हादिथ

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

शैलियों

فأول من تولى بعد الملك الناصر ابنه البكر سيف الدين أبو بكر، ولقب بالملك المنصور (الرابع) وبعد أربعين يوما عزل ونفي إلى قوص في مصر العليا، وتوفي سنة 742ه وفي يوم خلعه سطا المماليك على نساء أبيه، وأهانوهن، ونهبوا متاعهن. فبويع أخوه علاء الدين كجك، وله من العمر ست سنوات فقط، ولقب بالملك الأشرف.

وبعد خمسة أشهر أي في رمضان من تلك السنة خلع الأشرف، وسجن في قلعة القاهرة فتوفي هناك. فبويع أخوه شهاب الدين أحمد، وكان متغيبا في الكرك فاستقدم، وبويع ولقب بالملك الناصر (الثاني) وفي 12 محرم سنة 743ه أعيد إلى الكرك منفاه الأول. فبويع أخوه عماد الدين إسماعيل، ولقب بالملك الصالح، وهذا بقي على كرسي السلطنة أكثر قليلا من إخوته السابقين أي ثلاث سنوات وشهرين وبضعة أيام، وأهم ما حصل في أيامه أنه أعاد منصب الوزارة إلى حكمه سنة 744ه وكان قد ألغاه أبوه كما رأيت، وأنه قتل أخاه شهاب الدين أحمد سنة 746ه وكان منفيا في الكرك، ثم انتهت سلطته بموته في 4 ربيع آخر سنة 746ه.

فبويع أخوه الخامس زين الدين شعبان، ولقب بالملك الكامل، ولكنه لم يكن اسما على مسمى فأبغضته الرعية، وهجاه الشعراء، ومكث حاكما سنة وبضعة أشهر، وفي جمادى الأول سنة 747ه عزل. فبويع أخوه السادس زين الدين حاجي، ولقب بالملك المظفر (الثالث) وكان أكثر استبدادا من سلفه، فلم تطل مدة حكمه أكثر من سنة وثلاثة أشهر فذبح في 12 رمضان سنة 748ه، فبويع أخوه السابع ناصر الدين حسن، ولقب بالملك الناصر (الثالث) وقد كان من سيره في الملك ما كان لأبيه، فحكم ثلاث سنوات وعشرة أشهر بمساعدة نائبه الأمير الطمش، وخلع في غرة رجب سنة 752ه وسجن في قلعة القاهرة. فبويع أخوه الثامن صالح صلاح الدين، ولقب بالملك الصالح، وكان على وزارته الأمير شيخو العمري، وإلى هذا الأمير ينسب الجامع المعروف بجامع شيخون أو شيخو في الصليبة غربي الرميلة، ويقابله خانقاه، وبقي الصالح على دست السلطنة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر و14 يوما.

وفي سنة 754ه دهم القطر طاعون، وانتشر حتى عم البلاد، واختطف الإمام الحاكم بأمر الله (الثاني) وصي الخلافة فبويع عمه المعتضد بالله.

وفي أوائل سنة 755ه رفع المسلمون إلى الملك الصالح تقارير مفصلة بما للنصارى من الأملاك الموقوفة للأديرة، فأحيلت هذه التقارير إلى ديوان الأحباس، فوجد أن للنصارى أوقافا تبلغ 25 ألف فدان من الطين كلها موقوفة للكنائس والأديرة. فعرضت على الأمير شيخو والأمير صرغتمش والأمير طاز، وكانوا قائمين بتدبير الدولة، فقرروا أن ينعم بذلك على الأمراء زيادة على إقطاعاتهم، وهدموا للنصارى عدة كنائس.

وفي أواخر رجب من هذه السنة خرج الحاجب والأمير علاء الدين علي بن الكوراني، وكان واليا على القاهرة إلى ناحية شبرا الخيام من ضواحي مصر فهدم كنيسة للنصارى، وأخذ منها أصبع الشهيد في صندوق، وأحضره إلى الملك الصالح فأحرق بين يديه في الميدان، وذرى رماده في البحر حتى لا يأخذه النصارى فبطل عيد الشهيد من يومئذ.

وكان من المترشحين للوزارة وزيران قبطيان مرتدان، هما: موفق الدين، وعلم الدين، فتنازعا عليها، وانضم إلى كل منهما أحزاب فانتهى الخصام بخلع الملك الصالح في 22 شوال سنة 755ه، وكان منشأ هذا النزاع دسيسة من أخيه الملك الناصر حسن باتفاق مع الأمير تاج الدين، وكان الناصر مسجونا ففاز بمراده وخلع أخاه فأخرج من السجن، وبويع وبقي الملك الناصر حسن على دست السلطنة هذه المرة ست سنوات وسبعة أشهر وبضعة أيام بمساعدة الأمير تاج الدين، فولاه الوزارة مكافأة لمسعاه، وفي 9 جمادى الأولى سنة 762ه قتل بمكيدة من كبار أمرائه.

ومن آثاره الباقية إلى هذا العهد جامعه في الرميلة مقابل قلعة الجبل في القاهرة، وهو المعروف بجامع السلطان حسن أو بجامع الحسنية، وهو من أجمل جوامع القاهرة وأتقنها اقتضى لبنائه 3 سنوات أنفق عليه في خلالها ما يساوي ستمائة جنيه كل يوم، وقد جاء بالحجارة الكبيرة من أنقاض الأهرام، ونقش عليه الكتابات الكوفية والعربية فزادته رونقا وجمالا، وقد أصبح الآن وعلى وجهه ملامح الشيخوخة لكنها لم تزده إلا عظمة ووقارا.

وترى في شكل

11-13

अज्ञात पृष्ठ