तारीख मिस्र हादिथ
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
शैलियों
وإلى جهاركس الخليلي أحد المنسوبين إليه ينسب الخان المشهور بخان الخليلي في السكة الجديدة بالقاهرة، وكان في مكانه قبل بنائه مدافن الخلفاء الفاطميين فبنى على أنقاضها، وأضاف الغوري إلى بنائه في القسم العلوي كما يفهم ذلك مما هو مكتوب فوق مدخله، وفي الخان تباع الآن جميع أنواع الأقمشة السورية والهندية، وما شاكل من طنافس ومطرزات وأوان نحاسية وغيرها.
ومن آثاره البنائية قاعة الأشرفية التي بقلعة الجبل والمدرسة التي بالقرب من مزار السيدة نفيسة.
وبويع بعده بيدرا، ولقب بالملك القاهر، إلا أنه لم يحكم إلا يوما واحدا، ثم قتله المماليك أخذا بثأر سلطانهم السابق، وبايعوا الملك الأشرف المدعو محمد بن قلاوون وعمره 9 سنوات، ولقب بالملك الناصر. (11) سلطنة الملك الناصر بن قلاوون (أولا) (من سنة 693-694ه/1293-1294م)
وسلطنة هذا الملك أكثر أهمية من سلطنات سلفائه؛ لكثرة ما حصل فيها من التقلبات السياسية والثورات المتعددة، ونظرا لصغر سنه أقاموا له وصيا يدعى زين الدين كتبغا الملقب بالمنصوري؛ لأنه كان من مماليك الملك المنصور قلاون. فما استتبت له الوصاية حتى تاقت نفسه إلى السلطة، وكان معه وزير آخر هو علم الدين سنجر، وكانت تحدثه نفسه بمثل ذلك أيضا فاختلفا وتخاصما، وانتهت المخاصمة بمقتل سنجر، ولما خلا الجو لكتبغا، ولم يعد من ينازعه عمد إلى الملك الناصر فخلعه، وتولى مكانه سلطانا على مصر، ونفاه إلى الكرك، ولم يحكم هذه المرة إلا سنة واحدة. (12) سلطنة الملك العادل كتبغا (من سنة 694-696ه/1294-1296م)
وفي شهر محرم سنة 694ه بويع كتبغا، ولقب بالملك العادل، وهو اللقب الذي لقب به قبله سلامش بن بيبرس الأول، واستوزر فخر الدين وزير قلاون، ولما كان هذا الاختلاس داعيا لتراكم المصائب على مصر، وتداخل الأجانب فيها فداهمها الطاعون، ثم القحط فأهلك جزءا كبيرا من أهلها، ثم جاءت الحرب تتمة لهذه الضربات.
وذلك أن قبيلة المغول التي كانت تحت قيادة بيدو بن طرغاي بن هولاكو أصبحت بعد وفاته تحت قيادة الملك غازان محمود بن خربنده بن إيغاني، فتخوفت منه طائفة من رجاله عرفوا باسم الأويراتية، وفروا من بلاده إلى نواحي بغداد. فنزلوا هناك مع كبيرهم طرغاي، وجرت لهم خطوب آلت بهم إلى اللحاق بالفرات فأقاموا بها هناك، وبعثوا إلى نائب حلب يستأذنونه في قطع الفرات؛ ليعبروا إلى ممالك الشام فأذن لهم، وعبروا الفرات إلى مدينة بهنا فأكرمهم نائبها، وقام لهم بما ينبغي من العلوفة والضيافة، فاتصل ذلك بالملك العادل زين الدين كتبغا، فاستشار الأمراء في ما يفعل بهم، فاتفق الرأي على استقدام أكابرهم إلى الديار المصرية، وتفريق باقيهم في البلاد الساحلية وغيرها من بلاد الشام، فجيء بثلاثمائة من أكابرهم إلى القاهرة، وفرق الباقون بالبقاع العزيزية وببلاد الساحل، ولما قرب الجماعة إلى القاهرة خرج الأمراء بالعسكر إلى لقائهم، واجتمع الناس من كل مكان حتى امتلأ الفضاء للفرجة عليهم. فكان لدخولهم يوم عظيم فساروا إلى قلعة الجبل فأنعم السلطان على مقدمهم طرغاي بإمرة طبلخانة، وأجرى عليهم الرتب وأنزلهم بالحسينية، وكانوا على غير الدين الإسلامي فشق ذلك على الناس، وبلوا مع ذلك منهم بأنواع البلاء؛ لسوء أخلاقهم، ونفرة نفوسهم، وشدة جبروتهم، وكان إذ ذاك في مصر والقاهرة غلاء عظيم فتضاعفت المضرة، واشتد الأمر على الناس، وقال في ذلك شمس الدين محمد بن دينار:
ربنا اكشف عنا العذاب فإنا
قد تلفنا في الدولة المغلية
جاءنا المغل والغلا فانصلقنا
وانطبخنا في الدولة المغلية
अज्ञात पृष्ठ