तारीख मिस्र हादिथ
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
शैलियों
وفي 662ه بنى الملك الظاهر دار العدل القديمة تحت القلعة، وصار يجلس بها لعرض العساكر في كل اثنين وخميس، وكان ينظر في أمر المتظلمين بنفسه فإذا كان لأحد مظلمة يأتي رأسا، ويشكوها للسلطان، وهو يأمر بصرفها.
شكل 11-4
وفي سنة 666ه استأنف الحرب مع فلسطين؛ فاستولى على يافا والشقيف وطبرية وأرصوف وأنطاكية وبقراس والقرين وصافيتا ومرقية وأيباس، وختم ذلك بفتح بغداد، ثم أحب بطريقه إلى مصر أن يمر بالحج إلى مكة مع ابنه بركة خان، فمر بحلب فطرد التتر منها، ثم زار قبر إبراهيم الخليل في حبرون، وسار لزيارة بيت المقدس. ثم عاد إلى مصر، وقد أتم سياحته الجهادية والدينية معا.
وأصبح أمر الشام يهمه فاشتغل في تسهيل المواصلة بينها وبين مصر فرتب خيل البريد، فكانت أخبار البلاد الشامية ترد عليه في الجمعة مرتين، وقيل: إنه أنفق على ذلك مالا كثيرا حتى تم له ترتيبه، وكانت خيل البريد عبارة عن مراكز بين القاهرة ودمشق، وفيها خيول جيدة، وعندها رجال يعرفون بالسواقين، ولا يقدر أحد يركب خيل البريد إلا بمرسوم سلطاني، وكان عند كل مركز ما يحتاج إليه المسافرون من زاد وعلف وغير ذلك.
وكانت طريق الحج من مصر إلى مكة عن طريق صحراء عيذاب يركبون النيل من ساحل الفسطاط إلى قوص بمصر العليا، ثم يركبون الإبل من قوص فيقطعون صحراء عيذاب إلى البحر الأحمر حيث ينزلون إلى جدة ساحل مكة، وهكذا بعودهم إلى مصر، وكانت قوافل التجار من الهند واليمن والحبشة تأتي مصر على هذه الطريق أيضا، وكانت صحراء عيذاب إذ ذاك آهلة بالسكان أمينة المسلك، وبقيت طريق الحج على مثل ذلك إلى السنة التي زار فيها السلطان الملك الظاهر مكة، وكساها، وعمل لها مفتاحا فصارت طريق الحج برا من ذلك الحين. أما التجار فما زالوا يقدمون مصر عن طريق الصحراء إلى سنة 760ه ومن ذلك الحين قلت أهمية مدينة قوص، فصارت في حالة تشبه حالتها في الوقت الحاضر، بعد أن كانت مدينة زاهرة بالتجارة والعمارة.
شكل 11-5: مسجد الخليل في حبرون.
وفي سنة 670ه سار بيبرس لمحاربة من بقي من طائفة الباطنيين، وكان هولاكو قد أهلك السواد الأعظم منهم في جهات العراق. فافتتح بيبرس قلعة الأكراد، وقتل من فيها من الباطنيين فتفرقت جموعهم، وهكذا كان انقراض دولتهم.
وفي خلال ذلك عاد التتر إلى سوريا، وحاصروا البيرة فتجند إليهم بيبرس، وسارت معه فرقة تحت قيادة الأمير قلاوون الألفي فالتقى الجيشان عند البيرة، واشتدت الحروب بين المسلمين والتتر، وانتهت بانتصار المسلمين فاستولوا على البيرة. ثم ساروا إلى أرمينيا ففتحوها، واغتنموا منها مغانم كثيرة، ثم عاد بيبرس إلى مصر ففرشوا له القاهرة بالبسط والسجاد الثمين احتفالا بعوده ظافرا، وحملت القبة والطير على رأسه، وقد قرض الباطنيين وغلب التتر.
ثم إن أبغا خان بن هولاكو خان قدم سوريا، وحاصر البيرة ثانية فلاقاه الأمير قلاوون بفرقة من الجيوش المصرية، وأرجعه على أعقابه. فسر بيبرس من بسالته، واتخذ ابنته زوجة لابنه؛ ليكون ابنه في المستقبل آمنا في حمى حميه. فأمنت سوريا بعد هذه الانتصارات، ولم تعد تخشى اغتيالا، فأنفذ بيبرس الأمير آق سنقر الفرغني سنة 674ه؛ لافتتاح بلاد النوبة فافتتح أسوان بعد أن استولى على جميع مصر العليا. (6-3) موت الملك الظاهر ومناقبه وأعماله
وفي سنة 675ه أتت الأخبار بأن التتر زحفوا على البلاد فخرج إليهم السلطان، وتوجه إلى حلب، وتقاتل مع التتر فكسرهم، وقتل منهم خلائق لا تحصى، وكان ملك التتر أبغا خان، فلما انكسر هرب فتبعه السلطان إلى نحو الأبلستين، فكانت بينهما هناك وقعة عظيمة قتل فيها من الفريقين نحو مائة ألف إنسان، فانكسر أبغا وهرب فتبعه السلطان نحو زبيد. ثم رجع السلطان من هناك إلى قيسارية، وحاصر أهلها فأرسلوا يطلبون منه الأمان فأرسل لهم الأمان على يد الأمير بيسري، فسلموا المدينة فدخلها السلطان، وكان يوم دخوله يوما مشهودا. فنزل بدار السلطنة، وصلى بها ركعتين، وحكم بين الناس، وأقام بها أياما، ثم رحل إلى دمشق وحلب سنة 576ه فتوعك، وأخذته الحمى فسقاه الحكماء مسهلا فأفرط في الإسهال، وثقل عليه المرض فرحل من حلب، وقصد الدخول إلى دمشق فمات في بعض ضياعها.
अज्ञात पृष्ठ