मेसोनरी का सामान्य इतिहास: इसकी उत्पत्ति से लेकर आज तक
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
शैलियों
ولكل منهم أدلة على صحة رأيه لا نرى لها محلا هنا، فضلا عن أنها لا تأتي بفائدة إذا ذكرناها. وقد طالعت جميع هذه الآراء بالتمعن الممكن، وقابلت أدلتها من غث وسمين مستعينا بالاستدلال والاستقراء، مع مراعاة النصوص التاريخية غير الماسونية من قديم وحديث، فوصلت إلى نتيجة أشرحها للقارئ على ما يأتي، وأظنها أقرب إلى الحقيقة، والله الموفق إلى الصواب.
وجد الإنسان على سطح هذه الكرة عرضة للعوامل الكثيرة المحيطة به، والمؤثرة على طبيعته تأثيرات تختلف نوعا ومقدارا باختلاف الزمان والمكان؛ فنتج من ذلك اختلاف الأفراد بالقوة بدنا وعقلا، فامتاز بعضهم بالقوة العقلية، وبعضهم بالقوة البدنية، وامتاز آخرون بالقوة البدنية والعقلية معا.
ولما كان للإنسان احتياجات لا مفر له من السعي وراءها، مع ما طبع عليه من حب الأثرة والسيادة، التجأ الضعيف إلى القوي يستنصره أو يستجير به أو يستشيره في حاجاته، فحصل الاجتماع الإنساني على أبسط حالاته.
والإنسان على فطرته ميال للبحث عن أصل الموجودات وتعليل الحوادث. وأول حادث استوقف تصوراته توالي الليل والنهار؛ فكان يراقب الشمس وهي تسير من الشرق إلى الغرب، ثم تتوارى وراء الأفق، ثم تعود فتظهر في الغد، ثم تسير فتتوارى كالأمس، ثم تعود فتشرق وتتوارى على الدوام، وكان ينظر إلى الأجرام السماوية وكثرة عددها نظر الاندهاش. وكان في أشهر الربيع يرى الطبيعة مكسوة حلة كثيرة الألوان، تبهج النظر وتشرح الصدر، والأثمار كثيرة والأعشاب يانعة، ثم إذا جاء الشتاء تمر عليه أشهر والسماء مطبقة ليلا ونهارا والمطر يتساقط مدرارا، فيمنعه من الجولان سعيا وراء رزقه، ثم ربما رافق ذلك بروق ورعود وصواعق، فكان ينذعر، وربما فر من أمام البرق خشية أن يخطف أبصاره، ومن الرعد لئلا يكون جبلا منقضا عليه من أعالي الجو فيسحقه، ويجعل أصابعه في آذانه من الصواعق، ويهرول طالبا ملجأ في الكهوف والمغر. وهو إذ ذاك في ظلمات من الجهل لا تزيده إلا اضطرابا ودهشة؛ فأجهد فكرته يطلب تعليلا لذلك جريا على ما فطر عليه من حب البحث، فشاور كبيره وعاقله فأجمعوا على أن للشمس والقمر وسائر الأجرام السماوية قوة وسلطة، وهي التي تبعث الأمطار، وتنبت الأثمار، وترسل البرق الذي يخطف الأبصار، ثم تتبعه بالرعد والصواعق إرهابا وتهديدا؛ فعبدوها وتدينوا لها على أساليب تفوق الحصر، والشورى في ذلك والرأي لكبارهم وعاقليهم.
ومعلوم أن تسلط الفئة العاقلة وانقياد الفئة الجاهلة إليها من النواميس الطبيعية المقررة.
فانتشرت هذه العبادة بين أولئك القوم وامتدت إلى نسلهم، فمرت بهم أجيال وهم يضيفون إليها ويحورونها طبقا لما اختبروه من حوادث يومهم وأمسهم. وكان يرافق كل ذلك تقدم في هيئتهم الاجتماعية على مقتضيات بيئاتهم، فوجدت بينهم العلوم والصنائع، فأقيم عليهم نوع من الحكومة تدبر أعمالهم. كل ذلك بتدبير تلك الفئة العاقلة، فوصلوا إلى ما ندعوه بالقبائل، حتى إذا تمصروا وانتظمت هيئتهم وارتقت أفكارهم فكروا في أمر ما كانوا يعبدون، فرأت تلك الفئة العاقلة أن تعبدهم لتلك الأجرام المنظورة ضرب من العبث، فأجهدوا الفكرة فاهتدوا إلى عبادة الإله غير المنظور. على أنهم لم يستطيعوا تصوره إلا بعد أن استنارت عقولهم بالعلم والاختبار، فأصبحوا إذا أرادوا إفهام العامة شيئا من ذلك لا يستطيعون، فلم يتحول هؤلاء عما كانوا يعبدون.
فالأمة في هذه الحال كانت مؤلفة من فئتين كبيرتين تحتهما فئات كثيرة، الفئة الواحدة وهي التي بيدها زمام البلاد دينيا وسياسيا وعلميا وصناعيا، وهم جماعة الحكام والكهنة، وقد تكونان الكهنة والجنود فقط، والفئة الأخرى باقي الشعب من فعلة وخدمة ورعاة وباعة وتراجمة وملاحين، فقد كان في يد هذه الفئة العاقلة جميع علوم ذلك العصر ومعارفه وصنائعه، من بناء وفلك ورياضيات وطب وموسيقى وفلسفة أدبية ودينية وغيرها، وكانت لا تسمح بتعليمها إلا لمن تختبر فيه اللياقة والمقدرة على اكتسابها واستعمالها، ووضعوا لانتقاء اللائقين من الراغبين شروطا وقوانين بالغوا في المحافظة عليها.
ذلك كان شأن الأمم التي تمدنت قديما في مصر والهند وآشور وفينيقية وسوريا واليونان وغيرها، فكانت فيها تلك الفئات من الفلاسفة تدعى غالبا بالكهنة وعلومهم بأسرار الكهانة. وكان بين طرق تعليمهم وشروط قبول الراغبين في الاشتراك معهم من المشابهة، ما يحمل على القول بوحدة أصلهم أو بتفرع جمعياتهم بعضها من بعض.
وإيضاحا لما سيجيء لا بد لنا من ذكر شيء عن أحوال تلك الجمعيات، كل منها على حدة، فنقول ...
الكهانة المصرية
अज्ञात पृष्ठ