मेसोनरी का सामान्य इतिहास: इसकी उत्पत्ति से लेकर आज तक
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
शैलियों
على أننا نأسف لانقطاع أخبار تلك الأعصر الماسونية عنا، فلا يمكنا تفصيل أحوالها، لكننا نقول بالإجمال إن الماسونية العملية بلغت سوريا في أوائل التاريخ المسيحي، وقد انتشرت فيها وتركت أثرا يشير إلى ذلك. ولا يبرح من بالك أن سوريا ما انفكت منذ ظهور التمدن الشرقي مباء للتعاليم السرية المقدسة، وقد مر بك أن مجمع الكبراء وغيره من المجامع السرية نشأ فيها وامتد منها إلى أنحاء العالم، فكان مصدرا لكثير من التعاليم التي أصبحت من أقوى دعائم التمدن الغربي القديم والحديث.
الماسونية الرمزية في سوريا
أما الماسونية الرمزية فيظهر أنها حديثة جدا فيها؛ لأن أول محفل تأسس في مدينة بيروت كان تأسيسه سنة 1862م تحت رعاية الشرق الأعظم الاسكوتلاندي بشرق فلسطين نمرة 415، وترأس عليه كثير من الإخوة الأفاضل من جملتهم قنصل جنرال دولة إنكلترا، وانتظم في سلكه عدد غفير من أعيان البلاد وسراتها من وطنيين وأجانب، ولا يشتغل إلا بالدرجات الرمزية، أما لغته الرسمية فالفرنساوية.
وفي سنة 1868 توقفت أعماله نظرا لغياب رئيسه وعدم وجود من يقوم مقامه، وما زال نائما إلى سنة 1888، فتجددت له الرخصة ثانية وعاد إلى العمل، وكان لذلك التجديد احتفال عظيم رسمي حضره عدد غفير من الأعضاء من سائر الأنحاء.
وفي سنة 1869 تأسس في بيروت محفل آخر تحت رعاية الشرق الأعظم الفرنساوي بشرق لبنان، ولغته الرسمية العربية، أما مخابرته مع الشرق الفرنساوي فبالفرنساوية، وإلى هذا المحفل انضم كثيرون من أعيان البلاد وعلمائها ورجال حكومتها على اختلاف مذاهبهم، فكان رابطا لكلمتهم ناهضا لهم على الأعمال الخيرية، فكثيرا ما قدموا على مشروعات عظيمة تعود إلى تأييد الدولة والأمة ورفع شأنهما. وإنما عيبه «كعيب غيره من الجماعات الماسونية» أنه يفعل ما يفعله تحت طي الخفاء، فلا يرى من العالم الخارجي إلا مقاومة واضطهادا يحولان دون إتمام المشروع، فضلا عما يقود إليه الاضطهاد من القنوط وفتور الهمة.
وأشد مقاومي الماسونية في سوريا جماعة الجزويت، وقد أنشئوا لهذا الغرض وغيره جريدة دينية في بيروت دعوها جريدة البشير، وموضوعها مقاومة كل المذاهب والأديان إلا المذهب الكاثوليكي، والإيقاع بكل الجماعات إلا جماعة الجزويت، وليس من غرض كتابنا التكلم عما وراء ذلك.
ولهذا المحفل أعمال خيرية كثيرة وإحسانات تفرقت على المساكين وذوي الأسقام من الإخوة وغيرهم.
ومن غريب ما يحكى أن إحدى الطوائف المسيحية في سوريا أصيبت بنكبة فاحتاجت لمساعدة أهل البر، فقرر محفل لبنان صرف مبلغ من النقود لمساعدتها، فما كان من رؤساء تلك الطائفة إلا أنهم وضعوا حرما صارما على كل من يقبل شيئا من تلك المبالغ، فكف أولئك المحتاجون عن قبول ما هم في أشد الاحتياج إليه، أما المحفل فأغضى عن تلك المعاملة وجعل يسعى في طريق يمكنه بها إيصال تلك المبالغ إلى أولئك المنكوبين، فرأى أن يجعلها في يد أحد أبناء تلك الطائفة غير المتعصبين، وهو يوصلها إلى أصحابها، وهكذا حصل.
فقس على هذا كثيرا من مثله، وتأمل بما أقيم في طريق الماسونية من مثل هذه العقبات التي تخور لها الهمم وتكره من أجلها الأعمال. أما العامة فلا تسأل عما غرس في أذهانهم من الكره والاحتقار لجماعة الماسون، حتى أصبح اسمهم مرادفا لأدنى صفات الاحتقار عندهم، فكانوا إذا أرادوا المبالغة في وصف أحد الكفرة أو المنافقين، لا يجدون أنسب من قولهم «فارماسون» للإفادة عما في ضميرهم، فهي عندهم مرادفة لقولنا كافر منافق مختلس وما شاكل، وكانوا يقولون عن اجتماعات الماسون أقوالا ما أنزل الله بها من سلطان، كلها اختلاق ذوي الأغراض، يموهون بها على عقول السذج تكريها لهم بتلك الجمعية التي ربما كان في مبادئها ما يكشف الغطاء عن خداع أولئك، وكان العامة ينقادون إلى تلك الأراجيف انقياد الأعمى، لما تلبد على أفكارهم من غياهب الجهل والتقاليد مما يحول دون إبصارهم الحقيقة، أما الآن وقد أزهرت سوريا - وعلى الخصوص مدينة بيروت - بالعلم والفلسفة، وتعددت فيها المدارس والجرائد، وانتشرت فيها حرية الأفكار واستنار العامة بالمبادئ الحقيقية، فلم يعد السوريون على ما كانوا عليه من مثل ما تقدم، لكنهم أصبحوا ينظرون إلى الماسونية نظر الاعتبار، وإلى أبنائها نظرهم إلى رجال العلم وأصحاب النفوذ، وبعد أن كان هؤلاء الأعضاء يتسترون في اجتماعاتهم، وإذا سئلوا تجاهلوا، وإذا اتهموا تبرءوا، أصبحوا يفتخرون بذلك اللقب افتخارهم بأشرف الألقاب، وأصبح الخوارج يودون لو أنهم في عدادهم ليجتزئوا من ذلك الشرف. وما ذلك إلا لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، ولا بد من إحقاقه، أما الباطل فكان زهوقا.
أما فيما خلا مدينة بيروت، فقد أقيمت محافل عديدة في دمشق وحمص وحلب وعيناب والإسكندرونة وأنطاكية وأطنة، جميعها أو معظمها تابع للشرق الأعظم الإيطالياني، وكثير منها متعطل عن الأشغال لأسباب مختلفة أخصها الاضطهاد؛ لأن عامة تلك المدن لم يبلغوا درجة من الاستنارة تؤهلهم من إدراك الحقيقة المجردة من الأغراض، ولعلها تبلغها قريبا بإذن الله.
अज्ञात पृष्ठ