خلاصة ما تقدم (1)
إن أقدم الآثار المصرية هي التي تدلنا على أن سكان وادي النيل لهم حروف يستعملونا، وقد سماها اليونان بالهيروغليف؛ أي الحروف المقدسة، وهذه الكتابة الهيروغليفية تحتوي على إشارات تدل على الحروف «الساكنة والمتحركة» وحروف مقطعية وحروف لها معان قائمة بنفسها مستقلة بها، وأكثرها لا يستعمل إلا لتحديد المعنى وتعريفه. (2)
وكانوا يستعملون في أمورهم العادية واحتياجاتهم اليومية الخط الهيراطيقي من ابتداء القرن السابع قبل الميلاد، وهذا القلم هو عبارة عن أشكال مختصرة ورسوم مختزلة من العلامات الهيروغليفية، ولما دخل المصريون في دين النصرانية اتخذوا حروف الهجاء اليونانية وأضافوا إليها ستة حروف فتكونت عندهم حروف التهجي المستعملة في اللسان القبطي. (3)
وابتدأ العلماء في محاولة فك الخطوط الهيروغليفية في القرن السادس عشر للميلاد، ولكنها لم تأت بنتائج مهمة إلا عقب حملة الفرنساوية على مصر (من سنة 1799 إلى سنة 1801) واستكشف السويدي أكربلاد، والفرنساوي سلفستر دوساسي في حجر رشيد على مبادئ هجائية ديموطيقية، وأما الإنجليزي يانج فقد تعرف فيه شيئا من حروف الهجاء الهيروغليفية. (4)
أما شامبوليون الصغير المولود في فيجاك (بمقاطعة اللوت بفرنسا) سنة 1790 فقد انتهى بالاستكشاف على قواعد الكتابة المصرية وأصولها، وقرأ النقوش بالصحة والدقة، وعند وفاته في سنة 1832 كانت القواعد الأصلية لفك الهيروغليفي وطيدة ثابتة أكيدة. (5)
وقد انتشر علم الآثار المصرية الذي أسسه انتشارا سريعا في إيطاليا وإنجلترا وألمانيا، وكان لفرنسا إلى عهدنا هذا النصيب الأوفر والحظ الأكمل في تقدم هذا العلم الحديث بواسطة ده روجه ومارييت وشاباس وعشرين عالما آخر ما زالوا يشتغلون بتوسيع نطاقه والسعي في إبلاغه حد الإتقان والكمال.
هذه الكلمة تقرأ من اليسار إلى اليمين.
الكتاب الثاني
في تاريخ الكلدانيين والآشوريين
الباب التاسع
अज्ञात पृष्ठ