عبد الملك بن الشيخ شرف الدين أبي حامد عبد الله [ بن عبد الرحيم بن الحسن ابن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد] بن علي بن الحسن ابو المظفر زين الدين] بن العجمي الشافعي الحلبي الشيخ الفاضل زين الدين .
توفي يوم الثلاثاء االخامس والعشرين من ذي القعدة بالقاهرة ، ودفن من الغد في تربة كان أنشأها غربي االشافعي وشماليه [ بسفح المقطم] ، ومولده بحلب في [منتصف ذي القعدة] سنة احدى وتسعين وخمس ماية . كان من اعيان الصدور بحلب ، اشتغل بالفقه على قاضي القضاة بهاء الدين يوسف بن رافع بن كيم المعروف بابن شداد ، وسمع عليه واشتغل بالفقه أيضا على قاضي القضاة زين الدين أبي محمد عبد الله بن الشيخ الحافظ عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي وعلى الشيخ الإمام شمس الدين بن العميد بن اميري القزويني الشافعي ، وقرا النحو على جماعة منهم الإمام العلامة موفق الدين يعيش ابن علي بن يعيش النحوي الحلبي ، وقرأ القرآن على ابن الزقاق الأندلسي ، وسمعالحديث على قاضي القضاة بهاء الدين وعلى الحافظ عبد الرحمن بن علوان وعلى السيد الشريف الإمام العلامة افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي الحني وغيرهم ، واعاد بالمدرسة السيفية أول ما فتحت وعدل في سنة ست عشرة وستمائة ولي عقود الأنكحة نيابة عن قاضي القضاة زين الدين بن الأستاذ بحلب ، وولي دريس النورية بحلب ، ومشيخة الشيوخ أيضا بحلب ، في سنة ست وخمسين ، ولم يزل الأمر إليه إلى أن انقضت الدولة الناصرية ، فسلم من وقعة التتر ، وبي مستمرا على ما كان بيده إلى سنة تسع وخمسين ، لما عاد التتر إلى حلب ، فولي القضاء في شهر المحرم فيها مدة أربع شهور ، ثم انتجع إلى دمشق ، فولي قضاء بانياس نيابة عن قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان ، وأقام بها إلى أن انتجع ، خوف التتر ، إلى الديار المصرية في سنة احدى وستين وستمائة ، فأجلسه قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف العلامي عدلا بالشارع الأعظم بباب جامع الصالح بن رزيك . ولما ولي قضاء القضاة بالقاهرة المحروسة القاضي تقي الدين محمد بن رزين الحموي الشافعي ، فوض اليه عقود الأنكحة والفسوخ والفروض بالقاهرة والشارع . وكان فقيها فاضلا أديبا له شعر رايق ونتر فايق ، عمل كتبا ضاهى بها المقامات والخطب النباتية ، وله مصنف كبير في الألغاز والأحاجي من نظمه ، وله كتاب على طريقة الصوفية ونمطهم لما ولي مشيخة الشيوخ بحلب ، وله مدايح في النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلد واحد ، وله مدايح في أصحابه وغيرهم سفر كبير ، لا على جهة الرفد ، فإنه كان ذا ثروة ومكانة وجاهة ، خلع عليه بطيلسان في سنة سبع وأربعين في الأيام الناصرية بحلب . جمع بخطه ما كتب به إلي ، تفضلا لا استرفادا ، مجلدا كاملا ، وله في الغزل مجلد كبير . فمن شعره في اللينوفر :
पृष्ठ 143