مروان بن فيروز بن حسن ، الفارقاني الأصل والمولد ، الشيخ الفقيه الفاضل بدر الدين .
توفي ، في الليلة المسفرة عن صباح الأربعاء سابع عشر شوال ، بمصر المحروسة ، ودفن يوم الأربعاء بعد الظهر بالقرافة الكبرى ، ومولده في سنة ثمان وستماية . كان رجلا صالحا تقيا ورعا حافظا للقرآن العزيز ، كثير التلاوة له . قرأ بميافارقين على جماعة ، ورحل منها سنة تمان وعشرين ، وقصد دمشق وولي بها مشارفة دار الحديث الأشرفية . سمع الحديث على الشيخ الإمام تقي الدين عثمان بن الصلاح وغيره ، واقام إلى سنة ثلاث واربعين ، خرج منها وقصد حلب ، واستشهده قاضى القضاة كمال الدين ابن الأستاذ قاضي قضاة حلب ، وكان من أعيان العدول والأمناء بحلب وأقام بها إلى سنة تمان وخمسين ، وخرج منها في وقعة التتر قاصدا الديار المصرية فوصلها ، واستشهده قاضي قضاتها تاج الدين عبد الوهاب بن خلف المعروف بابن بنت الأعز ، ورتبه بالشارع ، وفوض إليه عقود الأنكحة ، ولم يزل قاضيا بالشارع إلى ان توفي في التاريخ المذكور . كان - رحمه الله - كثير الخير والصلاح كثير المعروف لا يحب إسداءه إلى اهله - رحمه الله - .
ظفر بن [ رضوان بن أبي الفضل أبو منصور] ، المنبجي الحنفي الفقيه ، بدر الدين .
توفي ليلة الخميس ثاني شهر ذي القعدة [ بمدرسته] بدمشق ، ودفن من [ الغد] بسفح قاسيون ، ومولده بمنبج ، كان في حدود السبعين سنة . كان فقيها عالمأ حنفيا ، ولي نيابة الحكم بدمشق المحروسة عن قاضي القضاة صدر الدين سليمان الحنفي إلى أن توفي - رحمه الله -.
ميلاد بن إبراهيم بن عدلان ، الأمير فخر الدين ، الهشتكي .
توفي يوم الثلاثاء رابع عشر شهر صفر كصر ، ودفن بالقرافة ، وكان قد نيف على السبعين سنة . كان من الأمراء الشجعان الأجواد ، خدم أول عمره السلطان الملك الصالح صاحب آمد تم ولده الملك المسعود من بعده ، ثم انتقل إلى خدمة الملك الأشرف مظفر الدين موسى ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن آيوب ، ثم خدم أخاه الملك الكامل ناصر الدين محمد صاحب الديار المصرية ، فامره بالرها على عشرة طواشية ، ولما استولىالسلطان علاء الدين صاحب الروم على الرها ، وافق جميع من كان بالقلعة خلا المذكور فإنه لم يوافق ، وعاد إلى خدمة الملك الكامل ، ثم انتقل إلى خدمة السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن السلطان الكبير الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب الشام، فأمره بحمسين طواشيا، ولم يزل في خدمته إلى أن قدر الله ما قدره في سنة ثمان وخمسين ، وانقضت الدولة الناصرية وأخذوه التتار مع من أخذ من قلعة حلب ، فهرب منهم وأقام بالشام إلى أن كسرالملمك المظفر التتار على عين الجالوت ، فتعلق بخدمة الملك المظفر ، ودخل الديار المصرية ، ولم يزل إلى أن ولي مولانا السلطان الملك الظاهر ، فاستمر في خدمته راض ما قسم الله له إلى أن توفي في التاريخ المذكور - رحمه الله - .
पृष्ठ 218