توفي ليلة االاثنين الرابع من شهر رمضان المعظم بحلب ، ودفن بمقابر الجبيل بتربة بي العجمي ، مولده في سنة خمس وستمئة . اشتغل بالفقه على قاضي القضاة باها بهباء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم المعروف بابن شداد ، وعلى قاضي القضاة زين الدين أبي محمد عبد الله ابن الشيخ الحافظ عبد الرحمن بن الأستاذ وعلى الشيخ الإمام شمس الدين أبي المظفر حامد [ بن أبي العميد عمر بن اميري ابن ورشي القزويني] ، وعلى صلاح الدين الجيلي المعيد بالمدرسة الصالحية بحلب، وعلى الشيخ شهاب الدين ابي المعالي محمد بن العجمي ، وسمع عليه وعلى الشيخ الإمام كمال الدين ابي سالم محمد بن طلحة النصيبيني ، وعلى الشيخ كمال الدين سلار الإربلي ، وعلى عمه شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم ابن العجمي . وسمع الحديث على السيد الشريف ابي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي الحلبي الحنفي ، وعلى الشيخ الحافظ عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي ، وعلى أبي العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي ، وعلى الشيخ شمس الدين يوسف بن خليل الادمي الدمشقي ، وعلى عميه كمال الدين عمر ، وشرف الدين البي طالب ، وسمع من كمال الدين بن طلحة ، وتولى نيابة عن عمه تدريس المدرسة الظاهرية خارج باب المقام ، ثم انتقل إلى نظر الجامع بحلب ، في سنة تسع واربعين وكذلك البيمارستان . وما زال إلى سنة أربع وخمسين و فوض إليه نظر الخزانة للصحبة بدمشق ، وما زال بها ناظرا إلى أن خرج من دمشق ناجعا إلى الديار المصرية في سنة مان وخمسين . وولي تدريس المدرسة الحسامية بالفيوم من قبل قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف - رحمه الله - فأقام بها سنتين ، ثم نجع إلى مكه - حرسها الله تعالى - واقام بها ثم دخل اليمن وأقام به وسمع الحديث واشتغل ، وعاد إلى الديار المصرية في سنة اربع وستين ، وولي قضاء الحسينية في القاهرة ، ثم ولي تدريس المدرسة القطبية بالقاهرة . ثم خرج صحبه المولى الصاحب الوزير بهاء الدين أي الحسن علي بن محمد [ ابن حنا ] ي جمادى الآخرة ، وفوض إليه نظر الجامع والوقوفات بحلب ، ووكالة بيت المال توجه إلى حلب ، وأقام بها إلى أن توفي . كان رئيسا عاقلا فاضلا دينا ، حسن العشرة اكثير المروءة والعصبية ، يحب الخير وأهله ، كثير المعروف ، كثير المشي إلى الناس رحمه الله- .
علي الأمير نور الدين الصوابي المشد بمصر والقاهرة .
توفي رابع هذا الشهر ، وهو المحرم ، بمصر ، وكان قد نيف على الثمانين سنة . كان إليه شد الدواوين بالديار المصرية في الأيام الظاهرية . لم يزل مستمرا فيها إلى حين توفي .
علي الملك الأمجد مجد الدين أبو الحسن بن الملك الناصر صلاح الدين داودابن الملك المعظم شرف الدين عيسى بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن آيوب .
انتقل إلى الله تعالى ليلة الإثنين سادس عشر جمادى الأولى بدمشق، ودفن من يومه بتربة جده الملك المعظم شرف الدين عيسى بجبل قاسيون وكان مولده في ثامن شهر رجب بالكرك سنة تسع وعشرين وستمائة ، وكان قدااشتغل بطرف من الأدب ، وهو الذي أباع الكرك للسلطان الملك الصالح في أوايل سنة سبع واربعين بعد خروج والده منها وقصده حلب . واستمر في خدمة الملكالصالح إلى أن توفي ، وخدم ولده الملك المعظم توران شاه ، فلما قتل عوق في االأيام المعزية ثم أطلق . ولما وقع الصلح بين الملك الناصر ، صاحب الشام ، والملك المعز ، صاحب الديار المصرية ، قصد الملك الناصر صلاح الدين صاحب الشام ، ولم يزل في خدمته إلى أن انقضت دولته في سنة ثمان وخمسين . وخدم الملك المظفر بعده ثم مولانا السلطان الملك الظاهر ، ولم يزل مقيما بدمشق إلى أن توفي في التاريخ المذكور .
पृष्ठ 44