मक्का का इतिहास
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف
अन्वेषक
علاء إبراهيم، أيمن نصر
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
प्रकाशक स्थान
بيروت / لبنان
وَكَانَ الرُّكْن قد تصدع من الْحَرِيق ثَلَاث فرق فانشظت مِنْهُ شظية كَانَت عِنْد بعض آل شيبَة بعد ذَلِك بدهر طَوِيل، فشده ابْن الزبير بِالْفِضَّةِ إِلَّا تِلْكَ الشظية من أَعْلَاهُ، موضعهَا بيّن فِي أَعلَى الرُّكْن، طول الرُّكْن ذراعان قد أَخذ عرض جِدَار الْكَعْبَة ومؤخر الرُّكْن دَاخله فِي الْجدر مُضرس على ثَلَاثَة رُؤُوس. قَالَ ابْن جريج: فَسمِعت من يصف لون مؤخره الَّذِي فِي الْجدر قَالَ بَعضهم: هُوَ مورد. وَقَالَ بَعضهم: هُوَ أَبيض كالفضة. وَكَانَت الْكَعْبَة يَوْم هدمها ابْن الزبير ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا فِي السَّمَاء، فَلَمَّا أَن بلغ ابْن الزبير بِالْبِنَاءِ ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وجبرت بِحَال الزِّيَادَة الَّتِي زَاد من الْحجر فِيهَا، واستسمج ذَلِك إِذا صَارَت عريضة لَا طول لَهَا فَقَالَ: قد كَانَت قبل قُرَيْش تِسْعَة أَذْرع حَتَّى زَادَت قُرَيْش فِيهَا تِسْعَة أَذْرع طولا فِي السَّمَاء، فَأَنا أَزِيد فِيهَا تِسْعَة أَذْرع أُخْرَى، فبناها سَبْعَة وَعشْرين ذِرَاعا فِي أَسمَاء، وَهِي سَبْعَة وَعِشْرُونَ مدماكًا وَعرض جدارها ذراعان، وَجعل فِيهَا ثَلَاث دعائم، وَكَانَت قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة جعلت فِيهَا سِتّ دعائم، وَأرْسل ابْن الزبير إِلَى صنعاء فَأتى من رُخَام بهَا يُقَال لَهُ: البلق فَجعله فِي الروازن الَّتِي فِي سقفها للضوء، وَكَانَ بَاب الْكَعْبَة قبل بِنَاء ابْن الزبير مصراعًا وَاحِدًا، فَجعل لَهَا ابْن الزبير مصراعين، طولهما أحد عشر ذِرَاعا من الأَرْض إِلَى مُنْتَهى أَعْلَاهُ الْيَوْم، وَجعل الْبَاب الآخر الَّذِي فِي ظهرهَا بإزائه على الشاذروان الَّذِي على الأساس مثله، وَجعل ميزابها يسْكب فِي الْحجر، وَجعل لَهَا دَرَجَة فِي بَطنهَا فِي الرُّكْن الشَّامي من خشب منفرجة يصعد فِيهَا إِلَى ظهرهَا. فَلَمَّا فرغ ابْن الزبير من بِنَاء الْكَعْبَة جعلهَا من داخلها وخارجها من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا وَكَسَاهَا الْقبَاطِي، وَقَالَ: من كَانَت لي عَلَيْهِ طَاعَة فَليخْرجْ فليعتمر من التَّنْعِيم، فَمن قدر وَأَن ينْحَر بدنه فَلْيفْعَل، وَمن لم يقدر فليذبح شَاة، وَمن لم يقدر فليتصدق بِقدر طوله، وَخرج مَاشِيا وَخرج النَّاس مَعَه مشَاة حَتَّى اعتمروا من التَّنْعِيم شكرا لله سُبْحَانَهُ، وَلم ير يَوْم كَانَ أَكثر عتيقًا وَلَا أَكثر بَدَنَة منحورة وَلَا شَاة مذبوحة وَلَا صَدَقَة من ذَلِك الْيَوْم، وَنحر ابْن الزبير مائَة بَدَنَة، فَلَمَّا طَاف بِالْكَعْبَةِ اسْتَلم الْأَركان الْأَرْبَعَة جَمِيعًا وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ترك استلام هذَيْن الرُّكْنَيْنِ الشَّامي والركن الغربي؛ لِأَن الْبَيْت لم يكن تَاما. فَلم يزل الْبَيْت على بِنَاء ابْن الزبير إِذا كَاف الطَّائِف اسْتَلم الْأَركان جَمِيعهَا،
1 / 109