181

मक्का का इतिहास

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

संपादक

علاء إبراهيم، أيمن نصر

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

प्रकाशक स्थान

بيروت / لبنان

النَّاس فيهمَا نَهَاره ثمَّ يأتيهما إِذا أَمْسَى بِمَا يكون فِي ذَلِك الْيَوْم من الْخَبَر وَأمر عَامر ابْن فهَيْرَة مَوْلَاهُ أَن يرْعَى غنمه نَهَاره ثمَّ يريحها عَلَيْهِمَا إِذا أَمْسَى فِي الْغَار وَكَانَت أَسمَاء بنت أبي بكر تأتيهما من الطَّعَام بِمَا يصلبهما فَأَقَامَ رَسُول الله ﷺ فِي الْغَار ثَلَاثًا وَمَعَهُ أَبُو بكر وَجعلت قُرَيْش فِيهِ حِين فقدوه مائَة نَاقَة لمن رده عَلَيْهِم وَكَانَ عبد الله بن أبي بكر يكون فِي قُرَيْش وَمَعَهُمْ يتسمع مَا يَقُولُونَ فِي شَأْن رَسُول الله ﷺ وَأبي بكر ثمَّ يأتيهما إِذا أَمْسَى ويخبرهما الْخَبَر وَكَانَ عَامر ابْن فهَيْرَة مولى أبي بكر يرْعَى فِي رعيان أهل مَكَّة فَإِذا أَمْسَى أراح عَلَيْهِمَا غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا فَإِذا غَدا عبد الله بن أبي بكر من عِنْدهمَا إِلَى مَكَّة اتبع عَامر ابْن فهَيْرَة أَثَره بالغنم حَتَّى يعمى عَلَيْهِم حَتَّى إِذا مَضَت الثَّلَاث وَسكن عَنْهُم النَّاس أتاهما صَاحبهمَا الَّذِي استأجراه بعيرهما وأتتهما أَسمَاء بنت أبي بكر بسفرتهما وارتجلا الحَدِيث بِطُولِهِ، وَفِي رِوَايَة: لما دخلا غَار ثَوْر أَمر الله العنكبوت فَنسجَتْ على بَابه والراءة فَنَبَتَتْ وحمامتين وَحْشِيَّتَيْنِ فغشيتا على بَابه فأقاما فِي الْغَار بضعَة عشر يَوْمًا ثمَّ خرج مِنْهُ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لأَرْبَع لَيَال خلون من شهر ربيع الأول على نَاقَته الجذعاء. قَالَت أَسمَاء: فَمَكثْنَا ثَلَاثًا لَا نَدْرِي أَيْن وَجه النَّبِي ﷺ حَتَّى أنْشد رجل من الْجِنّ من أَسْفَل مَكَّة أبياتًا من الشّعْر وَأَن النَّاس يتبعونه يسمعُونَ صَوته وَمَا يرونه حَتَّى خرج من أَعلَى مَكَّة. ويروى أَن أَبَا بكر لما خرج مَعَ رَسُول الله ﷺ مُتَوَجها إِلَى الْغَار جعل يمشي طورًا أَمَامه وطورًا خَلفه وطورًا عَن يَمِينه وطورًا عَن شِمَاله قَالَ: " مَا هَذَا يَا أَبَا بكر؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي أذكر الرصد فَأحب أَن أكون أمامك وأتخوف الطّلب فَأحب أَن أكون خَلفك وأحفظ الطَّرِيق يَمِينا وَشمَالًا فَقَالَ: " لَا بَأْس عَلَيْك يَا أَبَا بكر إِن الله مَعنا " قَالَ: وَكَانَ رَسُول الله ﷺ غير مخصر الْقدَم يطَأ بِجَمِيعِ قدمه الأَرْض وَكَانَ حافيًا فحفى رَسُول الله ﷺ فَحمل رَسُول الله أَبُو بكر على كَاهِله حَتَّى انْتهى إِلَى الْغَار فَلَمَّا وَضعه ذهب النَّبِي ﷺ ليدْخل فَقَالَ أَبُو بكر: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا تدخل حَتَّى أَدخل فأسبره قبلك فَدخل ﵁ فَجعل يلْتَمس بِيَدِهِ فِي ظلمَة اللَّيْل الْغَار مَخَافَة أَن يكون فِيهِ شَيْء يُؤْذِي رَسُول الله ﷺ فَلَمَّا لم ير شَيْئا دخل رَسُول الله ﷺ فَكَانَا فِيهِ، فَلَمَّا

1 / 200