جرهم وقطورا ، وقد سكن مضاض بمن معه من جرهم أعلى مكة وقعيقعان كما سكنت قطورا وعلى رأسها السميذع أجيادا وأسفل مكة فما حاز ذلك ، وكان مضاض يعشر من دخل مكة من أعلاها وكان السميدع يعشر من دخل من أسفلها ، وكل من البطنين على جباله لا يدخل واحد منهما على صاحبه (1).
ومن هذا يبدو لنا أن مكة عندما انقضى على تأسيسها العهد الذي عاش فيه اسماعيل الى أن ولى الأمر حفيداه مضاض في جرهم والسميذع (2) في قطورا وهو ما يقدره المؤرخون بنحو قرنين من الزمان كان السكن في مكة قد امتد بجرهم من بطن الوادي بجوار زمزم آخذا سمته الى قعيقعان في الشمال ونسميه أو بعضه اليوم (جبل الهندي) والى الشمال الشرقي بما يحاذي القشاشية والمسعى متوجها الى أعلى مكة ، كما تغلغل أبناء عمومتهم من قطورا في شعب أجياد إلى ما يتصل بالسد من ناحية وفي شارع المالية الى المصافي من ناحية أخرى ، ثم انحدرت منازلهم بانحدار الوادي من أجيادين في ما نسميه المسيال حتى اتصلت بأطراف المسفلة كما يبدو أن الأحياء الأخرى من مكة لم يتصل بها العمران إلا في قرون متأخرة ولعلها كانت كذلك لوعورة الأرض فيها قبل ان تمهدها الحاجة للسكنى.
ولسنا نشك في أن مضارب السكان كانت من الشعر ، وكانت تتلاصق مرة وتتباعد مرات في حواشي الوادي ، وبين ثنيات الجبال في صور لا تختلف كثيرا
पृष्ठ 27