النبي بهذه الظاهرة وشجعها واصطحب بعض رجالها إلى المدينة ليواصلوا التدوين واشتدت عنايته بذلك في المدينة ففرض على من يعرف الكتابة من المكيين أسرى بدر أن يفتدي الرجل منهم نفسه بتعليم الكتابة لعشرة من المسلمين (1).
واستفادت مكة بعد الفتح من ثقافة القرآن ما هيأها للفهم الجديد فان كتب السيرة والمغازي ومدوني كتب الطبقات يحدثونا في أخبار علي ابن مسعود وابن عباس وأبي ذر الغفاري وابن عمر وأبي الدرداء أنهم كانوا يترددون إلى مكة بعد الفتح فنتبين من ملابسات هذا أن مكة كانت تستفيد من علومهم وتتوسع معارفها الجديدة بحكم هذه الاتصالات المستمرة خصوصا ونحن نعلم أن أصحاب هذه الأسماء كانوا يحتلون الدرجة العلمية الأولى بين صحابة رسول الله وقد كانوا يقولون عن بعض هذا النفر انه لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم «بعلمه» وإذا أضفنا إلى هذا أن المكيين أنفسهم ظلوا قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يترددون عليه في المدينة وأنهم كانوا ينزلون على من فيها من جلة المهاجرين فيجدون لديهم ما يروى غلتهم من العلم استطعنا أن نعرف إلى حد بعيد نوعا من أنواع
पृष्ठ 80