أقاربه كما حرم نكاح الأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وألغى تعدد الزوجات الى أكثر من أربع وحتى هذا التعدد المحدود فرض القرآن عليه شروطا تقلل شيوعه أو تمحوه.
ومنحت المرأة كثيرا من حريتها التي كان العربي ينكرها عليها بعد أن حددت لتلك الحرية حدودا لا يباح تعديها فهي لا تبدي زينتها إلا في حيز منصوص ، ولبعلها عليها من الحق ما بينه القرآن كما له أن يهجرها أو يؤدبها في غير المغالاة التي ورثوها عن تقاليدهم (1).
ونظمت في هذه الدعوة الاجتماعية شؤون الزواج والطلاق كما فصلت شؤون الرضاع وحوربت العبودية بمعناها الواسع وحل محلها تنظيم دقيق خفف العبء على الرقيق وأعطاه حقوقا كانت قريش وكانت العرب لا تقرها وفتح أمامه من أسباب العتق والفكاك لا نهاية لحصرها (2).
وجاءت الدعوة الاجتماعية على تحريم الربا وقد كان أداة لاستغلال الضعفاء في جميع البيئات العربية وفي مكة بالخصوص حيث كان الغنى يسيل في بطحائها كما حرم الخمر والميسر والغيت جميع نظم البيوع والأقضية والميراث التي كانت تسودها روح الطغيان وشرعت على أنقاضها نظم جديدة راعت العدل وفرضت المساواة في حدودها الشرعية (3).
وإذا كان جلة المكيين من كبار الصحابة أو البارزين في قبائل قريش قد نفروا بين يدي هذه الدعوة الاجتماعية أو في أعقابها خفافا أو ثقالا إلى المدينة محتذين
पृष्ठ 78