واستعمل القرشيون في مكة الثياب والسراويل والقمصان والنعال وتختموا بالذهب والفضة ، واتخذوا لخواتهم حبات اللؤلؤ ، كما استعملت القرشيات الخمر والجلابيب والخلاخل التي كن يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن عدا ما تحلين به من عقود وأساور وما تطيبن به من ذي أريج فواح ، وقد قيل أن عبد المطلب دفن في حلتين قيمتهما ألف مثقال من الذهب وأن من قريش من كان يلبس الثوب بخمسين دينارا (1) وهو ما يقابل اليوم 300 ريال ، وجاء في القرآن ذكر من ينشأ في الحلية.
وكان لمترفيهم مجالس للسمر ينصبون لها الأرائك ويمدون فيها الموائد ويتفكهون بما طاب من ثمارهم ويتلذذون بفواكه الطائف الطازجة أو مجففات الشام وفلسطين المستوردة لمتاجرهم ويعرفون طعام الفالوذج نقلا عن الأمم المجاورة (2).
وكانوا يتخذون من ثمرات النخيل والأعناب خمورا يعدونها في مجالسهم في آنية من فضة وأقداح من بلور ، ويدور عليهم ساقيهم بها تفوح منها روائح المسك والكافور أو الزنجبيل.
وكانت لهم حلقات يعقدها القصاصون يتلون فيها عليهم أساطير الأولين أو يقصون عليهم بعضا من نوادر الحياة مما يصادفه الرجل في آفاق الأرض فيجتمع إلى هذه الحلقات كهولهم في أقبيتهم الفضفاضة وشبيبتهم في ثيابهم الموردة أو المحمرة من أغلى الحرير المجلوب من بلاد فارس أو المصنوع في العراق والشام.
पृष्ठ 54