311

أربعين شخصا (1) من الاشراف وانتهى بالهدوء والاستقرار واستطاع التجار الفارون بأموالهم من الفوضى أن يعودوا الى متاجرهم في مكة.

وفي هذا العهد اهدى بعض ملوك الاسلام الى المسجد الحرام شيئا من الخيام وطلب اقامتها في صحن المسجد ليستظل بها المصلون من الشمس يوم الجمعة قريبا من الخطيب وقد قبلها حسن واقامها منصوبة في المسجد الا ان المصلين كان يتعثرون في اطنابها فما لبث أن ابطلها (2).

وفي هذا العهد مات امير المدينة ثابت بن نصير (3) فأرسل حسن الى احد أخوة المتوفى واسمه عجلان بن نصير يستدعيه الى مكة فلما حضر فوض اليه أمر المدينة وقبل ان يغادر مكة وافت الانباء بأن جمنازا بن هبة ثار بالمدينة واستولى على ستارة باب الحجرة النبوية وعلى مخازن المسجد بما فيها من هدايا نفيسة وأموال عظيمة ولعله اراد ان يمون ثورته بها.

ولست اعجب لشيء عجبي لمن يهدي الى المساجد نفائس غالية لتربط باسمه في مخازنها في وقت يكون المسلمون فيه احوج الى اثمان هذه النفائس لتنفق في اصلاح مرافق البلاد وانشاء المشاريع وتعميم التعليم.

وقد سير الشريف حسن ابنه أحمد في جيش بلغت عدته مائتان وستون ما بين فارس وراجل واثنان وعشرون مملوكا كما سير عجلان بن نصير الذي أمره على

पृष्ठ 333