295

وقد ظل الحال على هذا مدة قصيرة ثم عاد الخلاف بين عجلان وثقبة فأجلى ثقبة عجلان ثم عاد عجلان فأجلى ثقبة (1).

ويبدو أن المماليك شعروا أن ثقبة يتجنى على أخيه وأنه لا بد من عمل حاسم مهما كلفهم ذلك فأسروا الى أمير الحج في عام 754 أن يقبض على ثقبة بعد أن زودوه بقوة كافية من الجند فلما انتهى الركب إلى مكة علم أن ثقبة في وادي فاطمة فكتب أمير الحج يطلبه أن يوافيه الى الزاهر (2) ليصلح بينه وبين أخيه فوافاه في نفر من أخصائه فاستقبله استقبالا طيبا وخلع عليه ثم فاجأه فقبض عليه ومن معه من النفر وكبله بالحديد وسافر من توه بهم إلى مصر حيث سجنوا في الجب.

وفي هذا يقول الغازي الذي ننقل عنه هذا الخبر بعد أن نقله من ابن فهد أنه لم يتفق مثل هذا فيما سبق ويقول أنه لم يتفق له ذلك الا لأن سكان البلاد من الاشراف والأهالي ضاقوا بمناوءات ثقبة وبشغبه الذي امتد لسنوات دون أن يظفر بطائل.

وأن غلاء الأسعار واضطرابابها طول تلك المدة جعل الناس يترقبون للأمر نتيجة حاسمة ويؤيد ذلك ما يذكره الغازي عن ابن فهد نفسه في تتمة الحديث وهو يقول : وقد سر الناس ذلك. الى ان يقول وعاد جلب الغلال ورخصت الأسعار حتى بيع أردب القمح بعشرين درهما.

وظل ثقبة في سجنه بمصر ثم ما لبث أن اطلق ففر من مصر وعاد الى مناوأة أخيه فاقتتلا مرة ثم اصطلحا ثم عادا الى الاختلاف (3).

पृष्ठ 317